إيلون ماسك يتنحى عن منصه بالحكومة الأمريكية ويعلق: "شكرا للرئيس ترامب "

أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك انسحابه التام من المشهد السياسي وتنحيه عن العمل بالحكومة الأمريكية بعد أن شغل منصبًا هامًا في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيث قاد طوال أشهر وزارة أطلق عليها اسم "هيئة الكفاءة الحكومية" بهدف خفض الإنفاق الفدرالي.
وقال إيلون ماسك فى تغريدة له من خلال حسابه الرسمي عبر منصة “إكس” أتوجه بالشكر للرئيس ترامب مع قرب انتهاء فترة عملى موظفا حكوميا في إطار إدارة كفاءة الحكومة.

وكتب إيلون ماسك فى تغريدته: "مع اقتراب انتهاء فترة عملي المجدولة كموظف حكومي خاص، أود أن أشكر الرئيس ترامب على منحي الفرصة للمساهمة في تقليص الإنفاق غير الضروري، .. مهمة إدارة الكفاءة الحكومية ستزداد قوة بمرور الوقت، إذ ستصبح أسلوب حياة في كافة قطاعات الحكومة".
في خطوة لافتة أنهت فصلًا مثيرًا للجدل من مسيرته، أعلن رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك انسحابه من المشهد السياسي الأمريكي، مفضّلًا العودة الكاملة إلى إدارة مشروعاته التكنولوجية، بعد أربعة أشهر قضاها في منصب مستشار رفيع في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وكتب ماسك على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "عدت إلى العمل ليلًا ونهارًا.. أتابع الأمور من غرف الاجتماعات والمصانع. تركيزي الآن منصب على X، وxAI، وتسلا، بالإضافة إلى إطلاق صاروخ Starship الأسبوع المقبل".
ضغوط فنية ومالية تُبعد ماسك
تأتي عودة ماسك إلى أعماله في ظل انتقادات متصاعدة من مستثمرين في شركة تسلا، خاصة بعد تعرّض منصة "إكس" لسلسلة أعطال تقنية في أنظمة النسخ الاحتياطي خلال الأسبوع الماضي، ما أثار الشكوك بشأن جاهزيتها، في ظل تشتت ماسك بين العمل السياسي وإدارة الشركات.
من جهة أخرى، أعلنت تسلا عن انخفاض بنسبة 20% في إيراداتها خلال الربع الأول من 2025، إلى جانب تراجع حاد بنسبة 71% في صافي الأرباح مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. هذه الأرقام أدت إلى هبوط في قيمة السهم بنسبة 15% منذ بداية العام، وهو ما دفع ماسك للتأكيد مجددًا على استمراره في منصب الرئيس التنفيذي لـ"تسلا" للسنوات الخمس المقبلة، حمايةً لما سماه "السيطرة التصويتية الكافية" في مواجهة صناديق الاستثمار النشطة.
خسائر سياسية وتهديدات
في السياق السياسي، أشارت تحليلات إلى أن انسحاب إيلون ماسك من واشنطن قد يحمل أبعادًا استراتيجية لصالح الحزب الجمهوري، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي انخفاضًا ملحوظًا في شعبيته، تجاوز حتى الرئيس ترامب في بعض المناطق.
وكان ماسك قد تعرض لانتقادات واسعة بسبب دعمه لحملة ترامب وتورطه في ملفات انتخابية حساسة، أبرزها النزاع القضائي حول نتائج ولاية ويسكونسن، ما تسبب بتوتر علاقته مع فئات من الرأي العام، بل وصل الأمر إلى استهداف معارض تسلا بأعمال تخريبية.
وردًا على هذه الهجمات، صرح إيلون ماسك: "من المقبول أن نختلف سياسيًا، لكن ليس من المقبول استخدام التهديد أو العنف"، معلنًا نيته تقليص إنفاقه السياسي بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة.
مشاريع الفضاء والذكاء الاصطناعي
ورغم ابتعاده عن الأضواء السياسية، لا تزال طموحات ماسك التكنولوجية في تصاعد. فقد أشار إلى أن مشروع إطلاق صاروخ "ستارشيب" التابع لشركة "سبيس إكس" بات جاهزًا للتنفيذ خلال الأسبوع المقبل، في إطار خطط توسعية تشمل أيضًا طرح خدمة الإنترنت "ستارلينك" كشركة عامة مستقلة.
ويتوقع أن تواصل "وزارة كفاءة الحكومة" التي ساهم ماسك في تأسيسها عملها رغم انسحابه، بينما يرى المراقبون أن دوره السياسي سيتراجع، دون أن يغيب بالكامل عن التأثير في المشهد الأمريكي.
خسارة تسلا
أظهرت بيانات رسمية صادرة عن رابطة مصنعي السيارات الأوروبية (ACEA) أن مبيعات تسلا انخفضت بنسبة 49% في أبريل 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتستمر الشركة الأميركية في تسجيل انخفاض للمرة الرابعة على التوالي خلال الأشهر الأخيرة.
ويأتي هذا التراجع رغم أن مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل (BEVs) سجلت نموًا بنسبة 27.8% في الفترة نفسها، مما يعكس فقدان تسلا للزخم داخل السوق الأوروبية لصالح منافسين صينيين وأوروبيين، بالإضافة إلى تأثر صورتها العامة بسبب مواقف رئيسها التنفيذي إيلون ماسك المثيرة للجدل سياسيًا في القارة.