أنامل تصنع الخلود... مرممة مصرية تتمكن من إنقاذ مخطوط أثري نادر

علم الترميم ليس مجرد وظيفة، بل هو شغف ودقة متناهية، يمارسها الأثريون ليمنحوا القطع الأثرية حياة جديدة. إنه مجال بالغ التخصص، يتطلب بحثًا عميقًا وتدقيقًا لا يلين، مع الاهتمام بأدق التفاصيل، أي خطأ يرتكبه المرمم يمكن أن يغير التاريخ فعليًا، دون أي مبالغة.
قسم الترميم: لمسة إبداعية تكشف السحر
في خطوة مبتكرة، عرض المتحف القومي للحضارة المصرية جهود قسم الترميم لديه بطريقة أبهرت الزوار، فقد عرض المتحف القطع الأثرية في صورتها قبل وبعد الترميم، مما أثار دهشة الكثيرين الذين ظنوا أن هذه القطع قد اكتشفت سليمة ولم يمسسها أي عمل ترميمي.
حصلت نيوز رووم، على صور توثق مراحل الترميم هذه، واخترنا منها مجموعة مميزة لعمل المرممة رحاب جلال، بمهارة فائقة، حيث نجحت في إعادة مصحف كريم، وتحديدًا الجزء الـ 15 منه إلى حالته الأصلية، تمكنت ببراعة شديدة من العناية بالمخطوط، والذي يعتبر ترميمه من أعقد العمليات الأثرية، لما تكون عليه حالته من هشاشة شديدة.
"أيادي تصنع الخلود": تكريم لأطباء الحضارة
احتفالًا بجهود المرممين، أعلن المتحف القومي للحضارة المصرية عن معرضه الأثري المؤقت تحت عنوان "أيادي تصنع الخلود". يشيد هذا المعرض بـ"أطباء الحضارة" هؤلاء الذين يحمون تراث مصر الممتد لآلاف السنين. يعرض المتحف مجموعة مختارة من الكنوز الأثرية، تتضمن قطعة فريدة تُعرض لأول مرة، ويكشف الجانب الخفي من العمل المتحفي، مسلطًا الضوء على الحرفية والدقة التي يتمتع بها المرممون.
يقع المعرض داخل قاعة النسيج المصري، وهو بمثابة احتفاء بخبراء الترميم من مختلف التخصصات في المتحف، الذين يعملون جاهدين على صون كل قطعة أثرية، وإعادة الحياة لتفاصيل نادرة كادت أن تُنسى. "أيادي تصنع الخلود" ليس مجرد معرض، بل هو رسالة تقدير وعرفان لكل يد أعادت للماضي صوته وللحضارة مجدها.
المتحف القومي للحضارة المصرية: رحلة عبر الزمن
يقع المتحف القومي للحضارة المصرية في مدينة الفسطاط بالقاهرة، ويمتد على مساحة 33.5 فدان. يستوعب المتحف ما يصل إلى 50 ألف قطعة أثرية تحكي قصة تطور الحضارة المصرية، بالإضافة إلى عرض لإنجازات الإنسان المصري في مختلف مجالات الحياة، منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا. يضم المتحف نماذج وصورًا فوتوغرافية ومخطوطات ولوحات زيتية وتحفًا فنية وآثارًا من العصر الحجري، والمصري القديم، واليوناني الروماني، والقبطي، والإسلامي، وحضارة السودان، والعصر الحديث. يتميز موقع المتحف بإطلالته على بحيرة طبيعية ساحرة، وهي بحيرة عين الصيرة.