دعاء سيدنا يونس.. مفتاح عظيم للفرج حين يشتد البلاء
يعد دعاء سيدنا يونس عليه السلام هو الملجأ في لحظات الضيق والانكسار، حين تضيق الأرض بما رحبت وتُغلق الأبواب، يجد المؤمن عزاءه في كلمات خالدة نطق بها نبي في أحلك ظروف الابتلاء. كلمات خرجت من بطن الحوت، لكنها بلغت عنان السماء: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
هذا الدعاء، الذي بات ملاذ كل مكروب، يحمل بين طياته من أسرار الإيمان والتوحيد ما يفوق الوصف، وقد أوضحته دار الإفتاء المصرية في بيانها الأخير، كاشفة عن دلالاته ومعانيه العميقة
ما المقصود بـ"الظالمين" في دعاء سيدنا يونس؟
كشفت دار الإفتاء أن الظلم الذي ذكره سيدنا يونس عليه السلام في دعائه يشير إلى:
*١.تحميل النفس فوق طاقتها:* بمعنى أنه أرهق نفسه في سبيل طاعة الله.
*٢.ترك الأولى أو الأفضل:* كخروجه من قومه دون أن يأذن له الله.
*٣.تصرف بلا إذن إلهي:* وهو أمر يُعد تأديبًا من الله وليس عقابًا، لأن الأنبياء معصومون من الذنوب والخطايا.
كما ذكرت الدار أن هذا الدعاء يُعد من تسبيح الله تعالى وشكره، ويمثل اعترافًا بالضعف أمام عظمة الله.
فضل دعاء سيدنا يونس: مفتاح النجاة
أكدت دار الإفتاء أن دعاء سيدنا يونس عليه السلام يتميز بفضل عظيم، حيث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالتضرع به عند الكرب. فقد جاء في الحديث الشريف: "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له" (رواه الترمذي وأحمد).
هل الأنبياء يرتكبون الذنوب؟
شددت دار الإفتاء على أن الأنبياء عليهم السلام معصومون من الذنوب والمعاصي، سواء الكبائر أو الصغائر، وحتى عن المكروهات. لذلك، فإن الظلم المذكور في الدعاء لا يحمل أي معنى مذموم، بل يعكس تصرفًا ترك فيه النبي الأفضل أو الأولى.
الدعاء والتسبيح وسيلة للنجاة
قالت دار الإفتاء إن هذا الدعاء يُعتبر من أهم الأدعية التي تعبر عن التوحيد الخالص والانكسار أمام الله. ومن دعا به بإخلاص، فإن الله يرفع عنه الكرب والهم، تمامًا كما أنقذ الله سيدنا يونس عليه السلام من بطن الحوت.
دعاء سيدنا يونس عليه السلام ليس مجرد كلمات، بل هو نموذج للتسبيح والتضرع الذي ينجي من الكرب ويفتح أبواب الفرج. توصي دار الإفتاء المصرية المسلمين باللجوء إلى هذا الدعاء في الشدائد، فهو دعاء مجرب وذو فضل عظيم، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
