رحيل أيقونة السينما الاستعرضية «تاينا إلج» عن عمر ناهز 95 عاماً

رحلت عن عالمنا الممثلة والراقصة الفنلندية تاينا إلج (Taina Elg) عن عمر ناهز 95 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالنجاحات والأدوار المؤثرة على خشبة المسرح وشاشات السينما.
وأعلنت مصادر إعلامية فنلندية نبأ الوفاة، مؤكدة أن الفنانة تاينا إلج، التي أبهرت الجمهور لعقود، توفيت بهدوء بعد حياة فنية غنية ورحلة استثنائية بدأت من العاصمة الفنلندية هلسنكي.
من هلسنكي إلى هوليوود
ولدت تاينا إلج في 9 مارس 1930 في مدينة هلسنكي، وبدأت أولى خطواتها في عالم الفن في سن مبكرة جدًا. ظهرت في أول أفلامها عام 1940 وهي لا تزال طفلة، ما مهّد الطريق أمامها لتصبح لاحقًا واحدة من أشهر نجمات الفن الاستعراضي في الخمسينيات والستينيات.
تميزت إلج بخفة الحركة، والجمال الكلاسيكي، والموهبة المتعددة، حيث جمعت بين التمثيل والرقص باحترافية عالية، وهو ما جعلها الوجه المفضل لعدد من أكبر شركات الإنتاج في هوليوود مثل MGM.
جائزتا جولدن جلوب ونجومية مطلقة في “ليه جيرلز”
حصلت تاينا إلج على جائزتي غولدن غلوب خلال مسيرتها، إحداهما عن دورها في الفيلم الشهير “Les Girls” (ليه جيرلز) عام 1957، من بطولة جين كيلي، والذي يُعد من أبرز الأفلام الاستعراضية في تاريخ هوليوود. جسدت إلج شخصية تجمع بين الرقي والتمرد، وظهرت بأداء استعراضي مبهر حصد إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
تألق على المسرح
بعيدًا عن السينما، أبدعت إلج أيضًا على المسرح، حيث قدمت أدوارًا مميزة في عدد من المسرحيات الشهيرة. من أبرزها:
• “أين تشارلي؟” (Where’s Charley?) في نسختها الجديدة بين عامي 1974 و1975، إلى جانب النجم راؤول جوليا.
• المسرحية الغنائية “Nine” بين عامي 1982 و1984، المستوحاة من فيلم “8½” لفلّيني، والتي شكلت واحدة من أبرز مشاركاتها في برودواي.
وسام أسد فنلندا برتبة فارس
في عام 2004، كرّمت فنلندا ابنتها النجمة الكبيرة بمنحها وسام “أسد فنلندا” من الدرجة الأولى، أحد أرفع الأوسمة في البلاد. وجاء هذا التكريم اعترافًا بمسيرتها الفنية وإنجازاتها التي ساهمت في رفع اسم فنلندا على الساحة الفنية العالمية.
إرث خالد في ذاكرة الفن الاستعراضي
برحيل تاينا إلج، تطوي صفحة من صفحات المجد الفني الذي جمع بين الأصالة الأوروبية والسحر الهوليوودي. فقد كانت مثالًا للفنانة المتكاملة، التي أتقنت الرقص والغناء والتمثيل، ونجحت في الانتقال بسلاسة بين ثقافات متعددة، وأسرت قلوب جماهير حول العالم.
سيبقى اسمها محفورًا في ذاكرة الفن الاستعراضي، إلى جانب أيقونات العصر الذهبي في السينما، وتبقى أفلامها ومسرحياتها شاهدًا على إرث فني لا يُنسى