عاجل

السفير مجدي عامر: باكستان فاجأت الهند بتفوق نوعي في الحرب الأخيرة |خاص

السفير مجدي عامر
السفير مجدي عامر

 أكد السفير مجدي عامر، سفير مصر الأسبق لدى باكستان، أن الحرب الأخيرة بين الهند وباكستان كشفت عن تطور نوعي كبير في القدرات العسكرية الباكستانية، لا سيما في مجال الطيران والصواريخ، وهو ما فاجأ الجانب الهندي الذي لم يتوقع هذا الأداء المتقدم.

 

وأوضح السفير عامر في حواره مع "نيوز رووم" أن التفوق العددي والتقليدي للهند في العتاد العسكري، خصوصًا في الدبابات والقوات البرية، لم يكن كافيًا لحسم المعركة، مشيرًا إلى أن باكستان نجحت في تحقيق توازن نسبي من خلال تطوير قدراتها النوعية، وتحديدًا عبر الشراكة مع الصين، التي وفّرت تكنولوجيا متقدمة تم استخدامها بفعالية على أرض المعركة.

وأضاف عامر أن الطائرة الصينية "جي-10 سي" التي دخلت الخدمة مؤخرًا في سلاح الجو الباكستاني، تمثل طفرة نوعية، ليس فقط من حيث الأداء، بل لأنها تُصنَّع محليًا داخل باكستان في إطار تعاون عسكري وثيق مع بكين، ما يمنح إسلام آباد ميزة استراتيجية في الاعتماد على الذات في الصناعات الدفاعية.

 

وأشار سفير مصر السابق بباكستان إلى أن هذه الحرب أعادت تسليط الضوء على الملف القديم المتجدد بين الهند وباكستان والمتمثل في قضية كشمير، التي تبقى مصدرًا دائمًا للتوتر بين البلدين منذ استقلال باكستان عام 1947. وأضاف أن الحادثة الأخيرة تُذكّر بعملية مومباي في عام 2008، التي كادت أن تشعل حربًا بين البلدين، لولا التدخل الدولي.

كما نوه السفير إلى أن باكستان، على الرغم من كونها موطنًا لعدد من التنظيمات المتطرفة التي نشأت بفعل أحداث تاريخية معقدة، لا تزال تحاول موازنة التحديات الأمنية الداخلية مع الصراعات الإقليمية الكبرى، مؤكدًا أن بعض هذه التنظيمات لها جذور مرتبطة بفترة الحرب الباردة، حين شجعت الولايات المتحدة وعدة دول خليجية ظهور جماعات مسلحة لمحاربة النفوذ السوفيتي في أفغانستان، وعلى رأسها حركة طالبان.

 

وأكد السفير عامر أن الوضع الأمني المعقد في باكستان لا يمكن فصله عن تداعيات الأزمة الأفغانية والفراغ الجيوسياسي الذي تركه انسحاب القوات الغربية. كما أشار إلى أن الهند تنظر إلى بعض هذه التنظيمات بوصفها تهديدًا مباشرًا، خصوصًا في ظل الهجمات التي تستهدفها من داخل الأراضي الباكستانية، سواء في كشمير أو في عمق الأراضي الهندية.

 

وشدد السفير مجدي عامر على أن باكستان لم تعتمد فقط على الصين كمصدر للتسليح، بل تنوعت مصادرها العسكرية لتشمل فرنسا وألمانيا في مجال الغواصات، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا لبناء جيش متقدم قادر على مجاراة التفوق العددي الهندي، مضيفًا أن الهند لم تُحسن تقدير التطور السريع في قدرات باكستان التكنولوجية والعسكرية.

تم نسخ الرابط