عاجل

غزة تختنق جوعًا وسط فوضى توزيع المساعدات.. وخارجية فلسطين تطالب بضغط دولي عاجل

المساعدات المصرية
المساعدات المصرية عند معبر رفح

في مشهد يعكس تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، أطلقت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الأربعاء، تحذيراً شديد اللهجة، واصفة مشاهد التدافع الجماهيري في رفح جنوب القطاع بـ"وصمة عار في جبين الإنسانية"، مطالبة بضرورة تكثيف الضغط الدولي على إسرائيل من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية دون تأخير.

وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن ما جرى يعكس حالة "تفشي المجاعة في أوساط أكثر من مليوني فلسطيني" في ظل إغلاق المعابر منذ 2 مارس الماضي، وعجز المجتمع الدولي عن "إجبار إسرائيل كقوة احتلال على احترام التزاماتها الإنسانية"، معتبرة أن الحكومة الإسرائيلية "تستخدم سياسة التجويع كسلاح في العدوان ومحاولة التهجير القسري للسكان".

وشدد البيان على أن وقف إطلاق النار، وإنهاء القتل والضم والتهجير، والإفراج عن الأسرى والرهائن، وإدخال المساعدات بشكل مستدام، وإعادة القطاع تحت مظلة المؤسسات الشرعية الفلسطينية، هو الطريق الوحيد لحماية المدنيين وتهيئة الأرضية لمسار سياسي تفاوضي جاد لحل النزاع.

فوضى التوزيع تكشف عمق الأزمة

تزامن البيان مع ما شهدته رفح مساء الثلاثاء من فوضى عارمة أثناء توزيع المساعدات من قبل "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من الولايات المتحدة، حيث اندفع آلاف الفلسطينيين نحو مركز التوزيع الجديد غربي رفح، في مشهد وصفته منظمات دولية بـ"المفجع"، وأدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة العشرات نتيجة التدافع.

ورغم إعلان المؤسسة استئناف عمليات التوزيع لاحقاً، إلا أن انتقادات حادة وُجهت لها وللجهات الأمنية المسؤولة، بشأن سوء التخطيط وعدم اختيار مواقع توزيع "آمنة"، ما اضطر المدنيين إلى التنقل لمسافات طويلة وسط ظروف أمنية وإنسانية بالغة الخطورة.

انتقادات للمؤسسة والشركة الأمنية

وتعرضت شركة "سيف ريتش سوليوشنز" الأمنية الأميركية، الموكلة بتأمين المساعدات، لانتقادات شديدة من منظمات دولية، بينها "أكشن إيد"، التي رأت أن استخدام المساعدات كـ"غطاء إنساني لاستراتيجية عسكرية" أمر مرفوض أخلاقياً، مؤكدة أن الأوضاع الإنسانية لا تحتمل التجريب أو الأخطاء القاتلة في إدارة التوزيع.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن صور الحشود الغزية التي تتدافع للحصول على المساعدات "تدمي القلوب"، محذرًا من أن جنوب القطاع يواجه "نقصًا مريعًا في الوقود"، وأن ما تم إدخاله من إمدادات في الأسبوع الماضي لا يشكل سوى "ثلث الاحتياجات الضرورية"، داعياً إلى "فتح جميع نقاط العبور فوراً" والسماح بمرور المساعدات دون شروط.

المأساة مستمرة

وتأتي هذه التطورات بالتوازي مع تراجع الحصار الإسرائيلي بشكل محدود، بعد شهور من الإغلاق الكامل للمعابر، إلا أن المجتمع الدولي يرى أن الإجراءات الحالية غير كافية لمواجهة النقص الحاد في الغذاء والدواء والوقود.

تم نسخ الرابط