كييف - موسكو
بعد موسكو.. وزير الخارجية التركي يصل كييف لإحياء مفاوضات السلام

يتوجه وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى العاصمة الأوكرانية كييف يوم الخميس، في زيارة تستغرق يومين، وذلك في أعقاب زيارته لموسكو مطلع هذا الأسبوع حيث أجرى مباحثات مكثفة حول جهود إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأكد مصدر في وزارة الخارجية التركية، اليوم الأربعاء، أن زيارة فيدان إلى كييف تأتي استكمالاً لدوره كوسيط في محادثات السلام.

هاكان فيدان يزور كييف بعد محادثات موسكو
وأشار المصدر إلى أنه سيلتقي خلالها بكبار المسؤولين الأوكرانيين، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء دينيس شميهال، ووزير الخارجية أندريه سيبيها، ووزير الدفاع رستم عمروف، الذي يشغل أيضاً منصب كبير مفاوضي كييف في المحادثات مع روسيا.
وكان فيدان قد أجرى خلال زيارته إلى موسكو يومي الإثنين والثلاثاء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من المسؤولين الروس، بمن فيهم كبير المفاوضين الروس المشاركين في جولة المفاوضات التي استضافتها إسطنبول في وقت سابق من الشهر الجاري.
وقال المصدر التركي إن فيدان سيعيد خلال زيارته إلى كييف تأكيد عرض بلاده استضافة جولات جديدة من محادثات السلام بين موسكو وكييف، مشددًا على "الآثار السلبية المتصاعدة للحرب"، وعلى ضرورة التوصل إلى "سلام عادل ودائم من خلال القنوات الدبلوماسية".

تعزيز العلاقات الثنائية مع أوكرانيا
وأضاف المصدر أن الوزير التركي سيناقش أيضاً تعزيز العلاقات الثنائية مع أوكرانيا، خصوصاً في مجالات التجارة والطاقة والدفاع والأمن، إلى جانب تأكيد استعداد تركيا للمساهمة في جهود إعادة إعمار أوكرانيا بعد انتهاء الحرب.
وتأتي هذه التحركات في ظل تزايد الضغط الدولي على روسيا للقبول بوقف إطلاق النار، بينما تواصل تركيا - العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) - لعب دور الوسيط، مستفيدة من علاقاتها الجيدة مع كل من موسكو وكييف منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022.
وكانت إسطنبول قد استضافت في وقت سابق من هذا الشهر أول اتصال مباشر بين وفدي روسيا وأوكرانيا منذ مارس 2022، ورغم أن اللقاء لم يسفر عن اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن الجانبين توصلا إلى اتفاق لتبادل 1000 أسير حرب، ووافقا على تقديم شروط مكتوبة لوقف إطلاق نار محتمل.
وترى مصادر دبلوماسية روسية أن تركيا، بحكم موقعها الجيوسياسي وعلاقاتها المتوازنة، تظل مرشحة بقوة لاستضافة جولات محادثات مستقبلية، في ظل تعثر المسارات الأخرى وغياب الثقة بين طرفي النزاع.