لأكثر من 22 عام..امرأة تذهب لمحطة المترو لسماع صوت زوجها الراحل

في وسط صخب الحياة اليومية في لندن، تقف امرأة كل يوم على رصيف محطة المترو، لتستمع إلى إعلان صوتي مسجل منذ أكثر من سبعة عقود. ليس هذا أي إعلان، بل هو صوت زوجها الراحل، الذي سجله عام 1950 ليُنبه الركاب إلى “المسافة بين القطار والرصيف”. هذه القصة تجمع بين الوفاء والحب والذكريات التي لا تموت.
رحلة صوتية تجمع بين الحب والذكريات
سجّل الزوج الراحل في خمسينيات القرن الماضي إعلانًا صوتيًا ل محطة المترو في لندن يحث فيه الركاب على الحذر عند النزول من القطار، قائلاً: “انتبه إلى المسافة بين القطار والرصيف”. بعد وفاته في عام 2003، أصبح هذا الصوت رابطًا روحيًا خاصًا لزوجته التي تجد في الاستماع إليه يوميًا وسيلة للشعور بقربه.
استمرت المرأة في هذه العادة لأكثر من 22 عامًا، تقضي ساعات في محطة المترو ، جالسة على الرصيف تستمع إلى ذلك الصوت الحنون الذي يعيد إليها ذكرى زوجها الراحل ويملأ قلبها بالحنين والراحة النفسية.
تهديد بفقدان الصوت واستجابة المحطة
في فترة حديثة، قررت إدارة محطة المترو استبدال التسجيل بصوت جديد ضمن تحديثات نظام الإعلانات. شعرت الزوجة بحزن عميق تجاه هذه الخطوة، وطلبت نسخة من الشريط الأصلي لتتمكن من سماعه في منزلها. انتشرت قصتها عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، مما أثار تعاطفًا واسعًا بين الناس.
تأثرت إدارة محطة المترو بقصة الزوجة وقررت إعادة الإعلان بصوت زوجها الراحل مجددًا، لتظل ذكرى الصوت محفوظة في المكان الذي رافق حياتها كل هذه السنوات. هذا القرار منح المرأة فرصة لمواصلة رحلتها اليومية للاستماع إلى الصوت الذي أصبح أكثر من مجرد إعلان، بل ذكرى حية ومصدر قوة داخل قلبها.
تأثير القصة على المجتمع وأهمية الذكريات
هذه القصة المؤثرة تذكرنا بأهمية الأصوات والذكريات في حياتنا اليومية، وكيف يمكن لمجرد إعلان صوتي بسيط أن يحمل معانٍ إنسانية عميقة. ففي زحمة الحياة وصخب المدن الكبيرة، تتحول التفاصيل الصغيرة إلى روابط قوية تربطنا بمن نحب، حتى وإن رحلوا.
القصة أثارت تفاعلًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر الكثيرون عن تأثرهم بهذا الوفاء غير المعتاد، مؤكدين على أهمية احترام الذكريات الشخصية والحفاظ عليها