أوكرانيا - روسيا
لافروف يؤكد اقتراب جولة مفاوضات جديدة مع أوكرانيا

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، أن بلاده ستعلن قريبًا عن جولة جديدة من المفاوضات مع أوكرانيا، في خطوة تأتي بالتزامن مع تزايد الانتقادات الغربية، ولا سيما الأمريكية، لموسكو بشأن ما تصفه بعدم التجاوب مع مبادرات السلام المطروحة منذ بدء النزاع.
وفي كلمة ألقاها خلال الاجتماع الدولي للمسؤولين المعنيين بقضايا الأمن، أكد لافروف أن موسكو لا تزال متمسكة بمطالبها الأساسية كشرط للمضي قدمًا في محادثات السلام.
لافروف يؤكد اقتراب جولة مفاوضات جديدة مع أوكرانيا
وشدد على أن "الوضع المحايد لأوكرانيا لا يزال أحد المطالب الرئيسية"، مضيفًا أن بلاده "ستصر على إلغاء جميع القوانين التمييزية المعتمدة من قبل كييف"، في إشارة إلى التشريعات الأوكرانية التي تعتبرها روسيا موجهة ضد الروس والمتحدثين باللغة الروسية داخل أوكرانيا.
كما أشار الوزير الروسي إلى أن موسكو تتابع "بقلق بالغ" تحركات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وحشده المتزايد لقواته على طول الحدود الروسية، معتبرًا أن هذا التصعيد يهدد الأمن الإقليمي ويؤجج التوترات بدلًا من تهدئتها.

زيلينسكي: ننتظر "مذكرة السلام" من موسكو
في المقابل، صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ما زالت بانتظار تسلّم مذكرة من الجانب الروسي تتضمن شروطه ومطالبه بخصوص التوصل إلى اتفاق سلام. وقال زيلينسكي في تصريحات صحفية نُشرت اليوم، إن موسكو وعدت بإرسال مذكرة رسمية حول مقترحاتها، مضيفًا: "سنطّلع على المقترحات فور تسلمها ونقوم بالرد عليها".
وفي مبادرة دبلوماسية لافتة، اقترح زيلينسكي عقد لقاء ثلاثي يجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، معتبرًا أن مثل هذا اللقاء قد يسهم في كسر الجمود وفتح نافذة جديدة للحوار بين الأطراف المعنية.
ترامب: بوتين "فقد رشده"
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد أدلى مؤخرًا بتصريحات مثيرة للجدل، وصف فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "فقد رشده وبات يلعب بالنار"، على خلفية رفض موسكو المستمر لمبادرات السلام وعدم استجابتها للدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
تجدر الإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية أطلقت منذ أشهر جهود وساطة نشطة لوقف الحرب المستمرة بين موسكو وكييف. وفي هذا السياق، قام المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، بزيارة موسكو نحو أربع مرات خلال الفترة الماضية، التقى خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لتقريب وجهات النظر ودفع العملية التفاوضية إلى الأمام.
غير أن موسكو لا تزال ترفض الاقتراح الأميركي الأوكراني الأوروبي المشترك بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يومًا، بدعوى أنه يحتاج إلى "مزيد من البحث والدراسة"، حسب ما صرّحت به مصادر دبلوماسية روسية.

اتفاقات تبادل أسرى دون تقدم سياسي
وعلى الرغم من حالة الجمود السياسي، عُقد لقاء بين وفدين روسي وأوكراني في مدينة إسطنبول قبل أكثر من أسبوع، أسفر عن اتفاق على تبادل مئات الأسرى من الجانبين، لكن دون تحقيق أي اختراق سياسي ملموس في ما يتعلق بمستقبل النزاع أو خطوات التسوية النهائية.
وتُظهر التصريحات المتبادلة بين موسكو وكييف، بالإضافة إلى مواقف الأطراف الدولية، أن مسار المفاوضات لا يزال يواجه تحديات كبيرة، وسط تصاعد المخاوف من تعقيد أكبر في المشهد الإقليمي والدولي إذا استمرت الحرب دون أفق واضح للحل.