الآثار: اكتشاف مقابر أثرية عمرها 3000 عام تكشف أسرار الدولة الحديثة بالأقصر

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف ثلاث مقابر أثرية جديدة في منطقة ذراع أبو النجا بـ الأقصر، تعود إلى أكثر من 3000 عام، وتعود لرجال دولة بارزين من عصر الدولة الحديثة، تعكس هذه الاكتشافات المتتالية حجم الكنوز المدفونة تحت رمال الأقصر، وتُسلّط الضوء على أهمية أعمال التنقيب الأثرية في الكشف عن أسرار العصور القديمة المصرية.
اكتشاف مقابر أثرية في قلب الأقصر
في بيان رسمي صدر هذا الأسبوع، كشفت وزارة السياحة والآثار عن مقابر أثرية تم العثور عليها في منطقة ذراع أبو النجا، وهي إحدى أهم مناطق الدفن غير الملكية في مدينة الأقصر، يعود تاريخ هذه المقابر إلى عصر الدولة الحديثة 1539-1077 قبل الميلاد، وتحديدًا إلى الأسر الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرين.
اللافت في الاكتشاف أن عمليات التنقيب أُجريت بالكامل بأيادٍ مصرية، حسب ما صرح به وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، الذي وصف الحدث بأنه "اكتشاف مهم يُضاف إلى سجل الآثار المصري الثري".

ثلاث شخصيات بارزة خلف جدران الدفن
أوضح محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن النقوش المكتشفة داخل المقابر ساعدت الفريق الأثري في تحديد أسماء وألقاب أصحاب المقابر.
من بين هذه الشخصيات:-
- آمون-إم-إبت: شخصية من عصر الرعامسة، يُعتقد أنه عمل في معبد أو ضيعة مخصصة للإله آمون، رغم تدمير معظم النقوش، بقيت بعض مشاهد الولائم وحَمَلة الأثاث محفوظة.
- باقي: موظف في الأسرة الثامنة عشرة، شغل منصب مشرف على صومعة الحبوب، ما يعكس أهميته الإدارية في ذلك الوقت.
- إيس: مسؤول بارز شغل عدة مناصب، منها مشرف في معبد آمون، عمدة الواحات الشمالية، وكاتب.

تصميمات معمارية فريدة للمقابر الثلاث
وصف عبد الغفار وجدي، مدير عام آثار الأقصر وقائد البعثة، تفاصيل المقابر في بيان رسمي، مشيرًا إلى تميز كل واحدة منها بتصميم معماري فريد:
مقبرة آمون-إم-إبت: تتكون من فناء صغير ومدخل يؤدي إلى قاعة مربعة تنتهي بجدار مكسور يُعتقد أنه كان يؤدي إلى جزء داخلي آخر.
مقبرة باقي: تضم فناء طويلًا يشبه الممر، يليه فناء آخر يؤدي إلى المدخل الرئيسي، ثم قاعات متتالية تنتهي بحجرة دفن غير مكتملة.
مقبرة إيس: تحتوي على فناء صغير مزود ببئر، ومدخل رئيسي، وقاعة عرضية تقود إلى قاعة طويلة غير مكتملة.
الاكتشاف يعزز أهمية الأقصر الأثرية
تمثل هذه المقابر الأثرية اكتشافًا مهمًا جديدًا يضاف إلى سجل الاكتشافات الأخيرة في الأقصر، حيث أعلنت بعثة أثرية مصرية-بريطانية عن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني، وهو ما وُصف حينها بأنه اكتشاف "مذهل".