لماذا لم يحب الجمهور نسخة ديزني الجديدة من ليلو وستيتش؟

أحدثت النسخة الحية الجديدة من فيلم ديزني الكلاسيكي ليلو وستيتش ، التي صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة ذكرى طرحه، موجة غضب واسعة بين محبي النسخة الأصلية لعام 2002. فعلى الرغم من تحقيق الفيلم لإيرادات قوية في شباك التذاكر، اعتبر العديد من المتابعين أن التغييرات الجوهرية في القصة خيانة للرسالة الأصلية حول العائلة والهوية الثقافية.
مشهد الحضانة جوهر الجدل
حيث نشر موقع جيزمودو تقرير عن فيلم ليلو وستيتش الجديد جاء فيه أن أكبر نقطة خلاف تتعلق بنهاية فيلم ليلو وستيتش ، حيث تقوم ناني (سيدني أغودونغ) بتسليم حضانة أختها الصغرى ليلو (مايا كيالوها) إلى جارتهم “توتو”، كي تتمكن من الذهاب إلى الجامعة. في المقابل، كانت نهاية فيلم 2002 تُظهر ناني وهي تتغلب على العقبات القانونية والاجتماعية للاحتفاظ بأختها، في رسالة قوية عن التضحية من أجل العائلة.
بالنسبة للكثيرين، جاء هذا التغيير في الحبكة على أنه تخلٍّ عن جوهر مفهوم “أوهانا” الهاوائي، الذي يعني أن “العائلة لا تترك أحدًا خلفها أبدًا”. وبدلاً من تصوير ناني كأخت مضحية، رأى البعض أنها أصبحت شخصية تسعى لتحقيق ذاتها على حساب أختها.
تغييرات أخرى تفقد الفيلم هويته
لم تتوقف التعديلات عند نهاية فيلم ليلو وستيتش ، بل شملت أيضًا غياب شخصية الشرير “غانتو”، وتغييرات في الطابع البصري واللغوي لبعض الشخصيات. وبينما رأى البعض أن هذه التعديلات تعكس تطورًا في الوعي الثقافي والاجتماعي، رأى آخرون أنها أضعفت العمق العاطفي للفيلم الأصلي.
كما أثار غياب شخصية “كوبرا بابلز”، العميل السابق في وكالة المخابرات المركزية، استغراب الجمهور. ففي النسخة الجديدة، تم استبداله بمسؤولة اجتماعية من سكان هاواي الأصليين، وهي السيدة كيكوا، التي تؤدي دورًا داعمًا في قرار ناني.
رؤية جديدة للعائلة هل نجحت؟
في تصريحات للمنتجين، أوضحوا أن الهدف من التغيير هو تقديم مفهوم أوسع للعائلة يشمل المجتمع المحيط. وأكد كاتب السيناريو كريس كيكانيوكالاني برايت أن ثقافة هاواي تقوم على التضامن المجتمعي، وأنه من غير الواقعي تصوير الشقيقتين في عزلة تامة كما في النسخة الأصلية.
شخصية توتو، الجارة الداعمة، تمثل هذا الامتداد العائلي، حيث لا تكون العائلة مقتصرة على الروابط البيولوجية فقط، بل تشمل المجتمع المحيط الذي يقدّم الرعاية والمحبة.
ردود فعل متباينة بين الجمهور
رغم النوايا الحسنة وراء التعديلات، لم تنجُ ديزني من الانتقادات. فالجمهور الذي نشأ على ليلو وستيتش الفيلم الأصلي لم يتقبل بسهولة التخلي عن التوتر الدرامي والمفاهيم المؤثرة التي رسخها العمل الأول. واعتبر كثيرون أن هذه النسخة الحية تُسطّح القصة وتستبدل عمقها الرمزي بقرارات واقعية لا تُرضي المشاهد العاطفي.
هل فقدت ديزني البوصلة في نسختها الجديدة؟
يبقى السؤال مطروحًا: هل نجحت ديزني في تحديث ليلو وستيتش بما يتماشى مع العصر؟ أم أن التعديلات أضعفت جوهر الرسالة الأصلية حول الحب، التضحية، والانتماء؟ مهما كانت الإجابة، يبقى الفيلم موضوعًا للنقاش العاطفي والثقافي، ويعكس تحدي إعادة إنتاج الكلاسيكيات بطريقة تُرضي الأجيال الجديدة دون أن تُغضب القديمة.