مأساة وفاء.. أم تتعرض لاعتداء وحشي من زوجها بعد 10 سنوات من المعاناة

في واحدة من أبشع وقائع العنف الأسري التي صدمت الشارع المصري، رصدت الإعلامية "مارينا إبراهيم"، من خلال عدسات "نيوز رووم" تفاصيل جريمة مروعة ارتكبها زوج بحق زوجته وفاء، في منطقة سلم العلم على الطريق الدائري، بعد زواج دام عشر سنوات انتهى بطعنة خيانة وغدر.
بداية القصة
سردت الضحي وفاء ، وهي أم لطفلين، تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم، قائلة: "مكانش في بينا أي مشاكل وقتها، كنت راجعة من شغلي وهو استقبلني بحب، وقال إنه ندمان وبيحبني، وفعلاً صدقته ورجعت معاه، رغم إني كنت بسيب البيت وأقعد عند أهلي بالشهرين وأشتغل علشان أصرف على نفسي وعلى أولادي، وهو كان بيرجع يصالحني وأنا كنت برجع له عشان بحبه".
ورغم الصبر الطويل الذي تحملته وفاء، بعدما ترك لها الزوج مسؤولية البيت والإنفاق على الأسرة بالكامل، لم تكن تتخيل أن ينتهي الأمر بجريمة كادت تودي بحياتها.

البداية الهادئة للكارثة
تواصل وفاء روايتها قائلة: "يوم الحادث قال لي: تعالي نشرب حاجة تهدي أعصابك، وفعلاً مشينا سوا لحد ما وصلنا لحديقة جنبها مطعم، طلب أكل، وأنا اللي دفعت كعادتي. بعد ما خلصنا، وقف ميكروباص عشان نركب، لكن حصلت مشادة بينا، ونزلنا عند طلعة الكورنيش، وهناك شد ابني مني بالعافية، وأجبرني على النزول".
وتتابع وفاء باكية: "اشترينا حمص الشام، وخلّى ابني يقعد في الجهة التانية، وبدأ يكلمني بطريقة غريبة: (أنتي عاوزة تسيبيني؟ هتهربي مني؟)، وأنا مش فاهمة هو بيقول كده ليه، لما حاولت أمشي شدني ومنعني، رحت أتحامي عند الراجل اللي بيبيع حمص الشام، لقيته بيقولي: (أنتي هتصعبي عليا؟)، وفجأة نزل ضرب فيا بـ"كاتر"، في كل حتة في جسمي، قطعلي العصب في دراعي، وخلّى ضهري كله دم، وفي الآخر قطعلي ودني.. وقعت على الأرض ومكنتش حاسة بحاجة".

غدر بلا مبرر
لم تكن وفاء وحدها ضحية هذا المشهد المؤلم، بل كان طفلها شاهدًا حيًّا على الجريمة، وربما سيبقى هذا المشهد محفورًا في ذاكرته للأبد، الجاني لم يكتفِ بتعنيف زوجته نفسيًا لسنوات، بل ترصد لها في لحظة ضعف، وأقدم على تنفيذ اعتداء دموي بلا رحمة.
حتى الآن، تتلقى وفاء العلاج، بينما تتصاعد الدعوات من الرأي العام للمطالبة بسرعة القبض على الجاني الهارب وضرورة محاسبته، وتشديد العقوبات على مرتكبي العنف الأسري.

أزمة متجذرة
تكشف هذه الجريمة عن أزمة متجذرة في بعض العلاقات الزوجية، حيث تتحمل المرأة العبء النفسي والاقتصادي، ثم تجد نفسها ضحية للعنف والغدر، دون حماية كافية.
وتطرح قصة وفاء سؤالاً ملحًا: إلى متى ستبقى بعض النساء عرضة لهذا النوع من العنف؟ .. وهل آن الأوان لتوفير آليات من التوعية والفهم بكيفية اختيار شريك الحياة قبل أن يقعن فريسة لجريمة جديدة؟