سامسونج تدرس إعادة هيكلة أعمال أشباه الموصلات وسط تحديات السوق

تسعى شركة سامسونج للإلكترونيات إلى اتخاذ قرارات استراتيجية بشأن أعمالها في مجال أشباه الموصلات، حيث تدرس إعادة هيكلة شاملة أو دمج قسم System LSI، المسؤول عن تصميم الرقائق وأجهزة استشعار الصور، مع قسم آخر داخل المجموعة.
ووفقًا لتقرير حديث نشره موقع SEDaily، تجري مناقشات بين كبار المسؤولين في Samsung DS حول مستقبل قسم System LSI، وسط تقييم معمّق للوضع التنظيمي داخل الشركة. وتبرز خيارات عدة، من بينها دمج القسم مع وحدة MX أو إبقاؤه داخل قطاع أشباه الموصلات في سامسونغ. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حول الاندماج، فقد يتم تنفيذ إعادة هيكلة كبيرة للقسم لتعزيز الكفاءة التشغيلية.
السيناريوهات المطروحة وتأثيراتها
أحد السيناريوهات المطروحة هو دمج System LSI مع Samsung Foundry، إلا أن هذا الخيار قد يكون مكلفًا، حيث قد يؤدي إلى مخاوف من فقدان ثقة عملاء التصنيع، الذين يعتمدون على سامسونج لإنتاج رقائقهم. ويخشى المحللون من أن هذا الدمج قد يجعل الشركات المنافسة أقل ميلًا للتعاون مع سامسونغ، خوفًا من تسرب التقنيات الأساسية.
وصرّح مصدر مطلع في القطاع بأن القرار النهائي بشأن إعادة الهيكلة لا يزال قيد البحث، وأن اجتماعًا آخر سيعقد قريبًا لحسم الموقف.
التحديات التي تواجه سامسونج في سوق أشباه الموصلات
رغم أنها تعد إحدى أكبر الشركات المصنعة للرقائق عالميًا، تواجه سامسونج تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، مع تباطؤ تحسينات أعمال الذاكرة وفشل بعض معالجاتها مثل Exynos في تحقيق التوقعات.
وبينما كان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره فرصة لتوسيع حضور سامسونج في سوق الرقائق، فإن أداء الشركة في هذا المجال لا يزال دون الطموحات، حيث تراجعت قدرتها التنافسية أمام شركات مثل TSMC وIntel.
ويرى محللون أن سامسونج بحاجة إلى استراتيجية جديدة لضمان قدرتها على مواكبة تطورات السوق العالمي في مجال أشباه الموصلات، خصوصًا في ظل تصاعد المنافسة والتحديات المتعلقة بسلاسل التوريد العالمية.
تأسست شركة سامسونغ عام 1938 في كوريا الجنوبية، في البداية كشركة تجارية صغيرة تعمل في تصدير المنتجات الغذائية. ومع مرور العقود، توسعت الشركة لتصبح واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا، حيث لعبت دورًا رئيسيًا في صناعة الإلكترونيات، وأشباه الموصلات، والهواتف الذكية، والتقنيات الحديثة.
بدأ تحول سامسونغ إلى مجال التكنولوجيا في السبعينيات، عندما دخلت سوق الإلكترونيات الاستهلاكية عبر تصنيع أجهزة التلفزيون والثلاجات والغسالات.
ومع مرور الوقت، أصبحت الشركة قوة رائدة في تطوير أشباه الموصلات، حيث ساهمت في تغيير المشهد العالمي لصناعة الشرائح الإلكترونية، لتصبح إحدى أكبر الشركات في هذا المجال.
في التسعينيات، ركزت سامسونغ على الابتكار الرقمي، مما أدى إلى إطلاق أجهزة التلفزيون الذكية، وتقنيات الذاكرة المتطورة، والهواتف المحمولة التي وضعتها على قمة المنافسة العالمية.
ومع ظهور الهواتف الذكية، قدمت سامسونغ أول جهاز Galaxy عام 2009، مما عزز مكانتها كأحد أكبر المنافسين لشركة Apple في سوق الهواتف الذكية.
لم يقتصر نجاح سامسونغ على الهواتف، بل امتد إلى مجال الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الجيل الخامس (5G)، والتقنيات القابلة للارتداء، وأجهزة الاستشعار الذكية. واليوم، تواصل الشركة الابتكار عبر تطوير رقائق المعالجات، والشاشات المتطورة، وتقنيات الحوسبة السحابية.