عاجل

خبير استراتيجي: 45 ألف جندي بغزة مبالغ فيه والواقع ثلاث فرق فقط

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

أكد الدكتور محمد المصري، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن التواجد العسكري الإسرائيلي الكثيف في قطاع غزة ومحيطه، والذي يضم خمس فرق عسكرية، يهدف في المقام الأول إلى إرسال رسائل ضغط لإيران وحركة حماس، وليس تمهيدًا لعملية عسكرية واسعة النطاق.

وأوضح المصري في مداخلة هاتفية مع قناة "الحدث" أن تقدير وجود 45 ألف جندي إسرائيلي على حدود غزة أو داخلها يعد رقمًا مبالغًا فيه، مشيرًا إلى أن الواقع الميداني يشير إلى أن القوات العاملة داخل القطاع لا تتجاوز ثلاث فرق موزعة في مناطق الشمال والرفاع ومراكز المراقبة.

وأضاف أن زيادة عدد القوات قد تعيق المناورة العسكرية وتجعل الجنود أكثر عرضة للاستهداف، كما حدث مؤخرًا بإصابة خمسة جنود بينهم اثنان في حالة حرجة.

وحلل المصري أن الهدف من هذه التحركات هو الضغط على إيران لإظهار الجدية في الاستعداد لضربة محتملة، وكذلك الضغط على حركة حماس لدفعها نحو مزيد من التنازلات في أي مفاوضات مستقبلية، مع استبعاده وجود خطة إسرائيلية لتصعيد كبير قريبًا، خاصة مع طبيعة القتال الحالية التي تتطلب تمركزًا أكثر من المناورة، مما يزيد من احتمالية خسائر إسرائيل.

كما تطرق المصري إلى الضغوط الأمريكية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واعتبرها "حقيقية وجادة" ومرتبطة بالسياق الانتخابي في الولايات المتحدة. وأوضح أن الرئيس ترامب يسعى لتحقيق مكاسب سياسية في الشرق الأوسط، ويميل إلى تقديم نفسه كمنجح في استرداد الأسرى وإنجاز صفقات دون الحاجة إلى تصعيد عسكري مكلف.

وختم المصري بالإشارة إلى أن استمرار التواجد العسكري الإسرائيلي المكثف في غزة سيواجه تحديات لوجستية وأمنية، خاصة مع صعوبة تأمين خطوط الإمداد في المناطق الخاضعة لسيطرة المقاومة، محذرًا من أن ارتفاع أعداد القوات قد يؤدي إلى حرب استنزاف تعجز إسرائيل عن تحمل تبعاتها، مما سيدفعها للبحث عن مخرج سياسي يحفظ المكاسب الأمريكية دون خسائر إضافية.

تصعيد عسكري إسرائيلي

من ناحية أخرى، قال يوسف أبو كويك، مراسل "القاهرة الإخبارية" من غزة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي وسعت خلال الساعة الأخيرة من عملياتها البرية، بالتزامن مع شن غارات جوية مكثفة وقصف مدفعي استهدف الأحياء الشرقية من مدينة غزة، خاصة حي التفاح والشجاعية، وهي مناطق تشهد عمليات عسكرية إسرائيلية منذ أكثر من شهر ونصف. وأدت هذه الهجمات إلى تدمير واسع للمنازل والبنية التحتية، مع تغييرات واضحة في معالم المكان.

استشهاد ثلاثة فلسطينيين

وأضاف "أبو كويك" أن الاحتلال جدد قصفه في الجنوب، مستهدفًا مناطق شرقي محافظة خان يونس، بعد إصدار أوامر إخلاء شاملة للبلدات المحيطة. وأسفر القصف عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين داخل مطبخ ميداني في حي التفاح، بالإضافة إلى شهيدين في قصف طال منطقة الصفطاوي شمال غزة. كما تعرضت مناطق في جباليا وبيت لاهيا لقصف أسفر عن مقتل ثلاثة آخرين. 

تم نسخ الرابط