روسيا تحذر من مشروع «القبة الذهبية»: تهديد مباشر للاستقرار الاستراتيجي العالمي

في ردٍ شديد اللهجة، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، مشروع "القبة الذهبية" الأمريكي للدفاع الصاروخي بأنه يشكّل تقويضًا مباشرًا للاستقرار الاستراتيجي العالمي، مؤكدة أن توجه العقيدة العسكرية الأمريكية الحالية يعكس نية مسبقة لتنفيذ ضربات استباقية هجومية.
وقالت زاخاروفا، في مؤتمر صحفي رسمي: "في إطار بناء نظام القبة الذهبية، من المخطط إعطاء دفعة إضافية لتطوير وسائل الاستهداف المسبق لصواريخ العدو وبنيته التحتية، وهذا يعبر عن توجه خطير في العقيدة الأمريكية. إنه نهج مغامر يهدد أسس الاستقرار الاستراتيجي."
روسيا تراقب.. وتحذر من عسكرة الفضاء
ورغم أن موسكو اعتبرت في وقت سابق أن بناء نظام درع صاروخية شأن أمريكي سيادي، فإنها شددت على أن التواصل مع روسيا بشأنه "ضروري"، نظرًا لتأثيراته المحتملة على توازن القوى الاستراتيجي وسباق التسلح العالمي، خاصة في الفضاء.
ويثير المشروع أيضًا مخاوف روسية من عسكرة الفضاء، لا سيما أن النظام المزمع يتضمن قدرات فضائية هجومية ورصدًا مبكرًا متعدد المستويات، بما يشمل رصد وتدمير الصواريخ في جميع مراحلها، بدءًا من لحظة إطلاقها، وصولاً إلى اقترابها من أهدافها.
ما هي "القبة الذهبية"؟
المشروع، الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمة رسمية من المكتب البيضاوي، يُصوَّر كمنظومة دفاعية وطنية شاملة، ستُبنى بالكامل داخل الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تكون جاهزة للعمل قبل نهاية ولايته الثانية في عام 2029.
ويشرف على تنفيذ المشروع الجنرال مايكل جيتلين، نائب قائد العمليات الفضائية الأمريكي، وتضم الخطة:
- أقمار صناعية للمراقبة والاعتراض
- منصات أرضية وجوية وفضائية لاعتراض الصواريخ
- قدرات على تنفيذ ضربات استباقية ضد مواقع إطلاق محتملة
- أنظمة لرصد وتدمير الصواريخ عبر أربع مراحل رئيسية: قبل الإطلاق، في الانطلاق، خلال التحليق، وفي مرحلة الاقتراب من الهدف
شركاء المشروع.. وتساؤلات سياسية في الداخل الأمريكي
تواجه "القبة الذهبية" تدقيقًا سياسيًا حادًا في الكونغرس، خاصة من جانب مشرعين ديمقراطيين عبّروا عن مخاوف من تكلفة المشروع الضخمة، وغموض معايير التعاقدات، إضافة إلى دور شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك، الحليف السياسي المعروف لترامب، والتي تعتبر من أبرز المرشحين لتنفيذ أجزاء رئيسية من المشروع إلى جانب شركتي "بالانتير" و"أندوريل".
ويعتبر مراقبون أن المشروع مستوحى من نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي، لكنه أكثر طموحًا وتوسّعًا، ويهدف إلى إقامة شبكة دفاعية متكاملة تشمل جميع المجالات—البرية والبحرية والجوية والفضائية.