أستاذ الأثار:عندنا مدينتين غارقتين كانوا على شواطئ الإسكندرية أيام الإسكندر

كشف الدكتور خالد سعد، أستاذ الآثار، تفاصيل مثيرة حول المواقع الأثرية الغارقة في مصر، والتي تمثل كنوزًا حضارية تنتظر الكشف والدراسة، موكداً أن هذه المواقع تنتشر في سواحل البحر المتوسط والبحر الأحمر ونهر النيل وبعض البحيرات المصرية، مشيرًا إلى أن عمليات الاكتشاف مستمرة بشكل دوري، مما يثري الخريطة الأثرية للبلاد.
إحصائية المواقع الأثرية الغارقة
أشار الدكتور خالد سعد في لقاء على قناة الأولى المصرية إلى وجود إحصائية دقيقة للمواقع الأثرية الغارقة في مصر، موضحًا أن الاكتشافات تتوالى بشكل مستمر.
وقال: نكتشف كل فترة زمنية كميات كبيرة من الآثار الغارقة، سواء في سواحل البحر المتوسط أو البحر الأحمر أو نهر النيل أو بعض البحيرات الداخلية مثل بحيرة قارون وبحيرة إدكو قرب رشيد.
وأضاف: أن هناك مواقع أخرى قيد الدراسة حاليًا، خاصة تلك المرتبطة بعمليات التحجير والموانئ القديمة، مثل ميناء عذاب الواقع بين حلايب وشلاتين، والذي كان أحد الموانئ المهمة في العصور القديمة.
و توقف الدكتور خالد سعد عند تاريخ ميناء عذاب، موضحًا أنه ورد ذكر هذا الميناء في نقوش معبد الدير البحري، وكان شاهدًا على أحداث تاريخية مهمة.
وأضاف: تعرض الميناء لغزو من حاكم الكرك في عصر صلاح الدين الأيوبي، الذي أرسل جيشًا لمواجهته، مما أدى إلى غرق سفنه، ولا تزال بقايا هذه السفن موجودة حتى اليوم، وهي تحت الدراسة لتحويل الموقع إلى وجهة لسياحة الغطس واكتشاف الآثار الغارقة.
كما أشار إلى مواقع أخرى قيد البحث، مثل ميناء "مارس الجواسيس" في القصير، والتي من المقرر أن تتحول إلى مواقع سياحية تتيح للزوار استكشاف التاريخ المغمور تحت الماء.
الآثار الغارقة: مدن كاملة تحت الماء
أوضح الدكتور خالد سعد أن الآثار الغارقة لا تقتصر على سفن أو قطع أثرية منفردة، بل تشمل مدنًا كاملة غرقت بسبب ارتفاع منسوب المياه، وقال: في الإسكندرية، على سبيل المثال، هناك مدن بأكملها تحت الماء بسبب التغيرات المناخية وذوبان الجليد الذي تسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر".
وتابع: مدينتا هيراكليون ومينوتيس، المعروفتان قديمًا باسم كانوب، كانتا تقعان على الشواطئ في عصر الإسكندر الأكبر، لكنهما غرقتا بمرور الوقت بسبب ارتفاع منسوب المياه، وأصبحتا الآن مواقع أثرية غارقة تروي قصصًا مثيرة عن الماضي.
وأكد :الدكتور خالد سعد أن وزارة الآثار تبذل جهودًا كبيرة لدراسة هذه المواقع وحمايتها، مع العمل على استغلالها سياحيًا. وأشار إلى أن مصر تمتلك أنماطًا متعددة من السياحة، بما في ذلك سياحة الآثار الغارقة التي تجذب هواة الغطس والباحثين عن المغامرة.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن هذه الاكتشافات تساهم في إعادة كتابة التاريخ، وتكشف عن جوانب خفية من الحضارة المصرية القديمة، مما يعزز مكانة مصر كوجهة عالمية للتراث الثقافي.