عاجل

خورخي إيفان أوسبينا.. من هو أول سفير لكولومبيا لدى فلسطين؟

خورخي إيفان أوسبينا
خورخي إيفان أوسبينا

أعلنت وزارة الخارجية الكولومبية، تعيين خورخي إيفان أوسبينا كأول سفير لكولومبيا لدى دولة فلسطين، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة وتعكس التوجه السياسي الواضح لحكومة الرئيس اليساري جوستافو بيترو، الذي لطالما عبّر عن دعمه العلني للقضية الفلسطينية وانتقاده العنيف للسياسات الإسرائيلية، لا سيما في قطاع غزة.

ويأتي هذا التعيين عقب موافقة رسمية من السلطة الفلسطينية صدرت في 5 مايو الماضي، وفق ما ورد في مرسوم موقّع من وزيرة الخارجية الكولومبية لورا سارابيا بتاريخ 22 مايو، ليُشكّل ترجمة عملية لتوجهات بوغوتا الجديدة في الشرق الأوسط.

من هو السفير أوسبينا؟

خورخي إيفان أوسبينا هو شخصية سياسية بارزة في كولومبيا، شغل سابقًا منصب رئيس بلدية كالي، ثالث كبرى مدن البلاد، ويُعتبر من المقربين للرئيس بيترو. ينتمي أوسبينا إلى التيار اليساري، وهو نجل إيفان مارينو أوسبينا، أحد قادة منظمة "إم-19" المسلحة سابقًا، وهي نفس المنظمة التي كان بيترو أحد أعضائها في شبابه، ما يعكس الخلفية الأيديولوجية المشتركة بين الرجلين.

وفي أول تعليق له بعد تعيينه، قال أوسبينا لوكالة "فرانس برس" إنه لم يُحدد بعد ما إذا كان سيباشر مهامه من رام الله مباشرة أم من دولة مجاورة، مضيفًا: "كدولة، نحن نعترف بالدولة الفلسطينية، ونعترف بأن الدولة الفلسطينية والدولة الإسرائيلية يجب أن تتعايشا وتوجدا سويًا"، مع تأكيده على ضرورة التنسيق مع إسرائيل بشأن إجراءات إقامة السفارة رسميًا.

كولومبيا تعيد رسم خارطتها الدبلوماسية

تأتي هذه الخطوة في إطار سلسلة من التحولات العميقة التي تنتهجها حكومة بيترو في سياستها الخارجية، لا سيما تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. ففي مايو 2024، أعلن الرئيس الكولومبي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، متهمًا حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة، وهو تصريح أحدث ضجة كبيرة دوليًا، لكنه لقي دعمًا في بعض الأوساط اللاتينية.

ويُعد افتتاح سفارة في رام الله بمثابة تتويج لمسار تصاعدي من الاعتراف والدعم، بعد سنوات من المواقف الدبلوماسية المتحفظة. كما يُشير إلى اصطفاف كولومبيا إلى جانب دول مثل بوليفيا وتشيلي، التي اتخذت خطوات مماثلة في السنوات الأخيرة.

دبلوماسية متوترة مع تل أبيب.. وترحيب فلسطيني

من جانب آخر، رافق التوجه الكولومبي الجديد توتر متصاعد مع تل أبيب، حيث استدعت إسرائيل سفيرها لدى بوغوتا بعد تصريحات بيترو الأخيرة، فيما لم تُصدر الخارجية الإسرائيلية تعليقًا رسميًا على تعيين أوسبينا حتى الآن.

أما على الجانب الفلسطيني، فقد قوبل القرار بترحيب واسع، واعتُبر خطوة داعمة في المحافل الدولية، خاصة مع تزايد الاعترافات الرمزية والسياسية بالدولة الفلسطينية في عدة دول لاتينية وأوروبية.

تم نسخ الرابط