جاءت مصر ثم جاء التاريخ المكتوب على أرض "كيمت" الخصبة، وهو اسم مصر عند أجدادنا الحنفاء العظام! حضارة لو نعلم جلالها لخلعنا نعالنا ونحن نسير على أرضها؛ فأرض "كيمت" بها الوادي المقدس الذي تجلى الله -سبحانه وتعالى- عليه، ومن أرض "كيمت" بذخ دين التوحيد الأول مع نبى الله إدريس عليه السلام، الذي أضاء العالم واحتضن كل الأديان عبر العصور، ومن "كيمت" الجميلة جاء الفن والنحت والموسيقى، وعلى أرض "كيمت" زرع العلم محاصيله، فأنتج براعة وعبقرية نعجز حتى الآن عن فك ألغازهما. لا أكاد أصدق أننا أحفاد هذه الحضارة العريقة على أرض "كيمت"، التي لها علم باسمها يدرس في كل العالم. و"كيمت" تلد من رحمها كل يوم العلماء والعباقرة والمثقفين والمفكرين والأدباء والفلاسفة والفنانين. وكل واحد من أبناء "كيمت" يحمل جينات هذه الحضارة الجبارة، التي انحنى العالم أجمع لجلالها، وكانت مطمعًا للغزاة حتى يومنا هذا.
ولنا الآن عاصمة إدارية جديدة بلا اسم محدد، نأمل أن تستقبل العالم على أرضها، وأنادي وأطلب من كل الحكماء في هذا البلد العظيم أن نسميها "كيمت"؛ فخرًا بحضارتنا التي لم تنقطع يومًا. اسم "كيمت" سيصل الماضي بالحاضر، واسم "كيمت" سيجذب العالم للتساؤل عنه، وعن تاريخنا، واسم "كيمت" سيجعل للمدينة بريقًا يصدح للعالم بأننا أحفاد هؤلاء الجدود العظام. اسم "كيمت" سيدعو أطفالنا ليقرؤوا تاريخ بلدنا العريق، ويفتخروا به، واسم "كيمت" سيميز عاصمتنا عن كل عواصم العالم. نريد أن تكون "كيمت" واحة للفنون والآداب والجمال. نريد من فناني مصر أن يضعوا بصماتهم وإبداعاتهم على أرض "كيمت". نريد متاحف "كيمت" أن تتغنى بقصص العظماء من أبطالها. نريد في "كميت" جدارًا بطول نهرها الأخضر، عليه كل تاريخ "كيمت" منذ ٧ آلاف سنة حتى الآن. نريد اسم "كيمت" محفورًا على الأرض لتراه كل طائرة تحلق فوقها. نريد أن نفتخر بأن أبناء مصر لم ينسوا تاريخهم العظيم الذي ارتوى بنيلها العذب على أرض "كيمت". أتمنى أن تدعوا معي لتكون عاصمتنا الجديدة "كيمت".