8200 طفل في رحلة تعذيب يومية بسبب تنسيق مدارس الجيزة

أطلقت منال الغمراوي، ولية أمر أحد الأطفال المتضررين من أزمة تنسيق المدارس الرسمية للغات بمحافظة الجيزة، صرخة استغاثة عبر الإعلام، معبرة عن معاناة أكثر من 8200 أسرة تم توجيه أطفالهم إلى مدارس حكومية تجريبية بعيدة جدًا عن أماكن سكنهم.
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي خلال برنامج "كلمة أخيرة" على قناة "ON"، أوضحت منال الغمراوي، أن التنسيق ألزمها بقبول مدرسة تابعة لإدارة الصف التعليمية، والتي تبعد عنها ما يقرب من ساعة و45 دقيقة في الاتجاه الواحد، باستخدام سيارة خاصة أو خدمة "أوبر"، بينما المواصلات العامة تمثل عبئًا أكبر.
مشقة التنقل
وأشارت منال الغمراوي، إلى أن الأطفال المتقدمين للالتحاق برياض الأطفال "كي جي 1" تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات وخمسة أشهر، ما يجعل من الصعب بل ومن غير المقبول تحميلهم مشقة يومية تتمثل في أكثر من ثلاث ساعات من التنقل.
مخالفة صريحة
وأضافت "الغمراوي" أن التقديم الأطفال المتقدمين تم منذ يونيو 2024، وكان من المفترض أن تُحدد المدارس بناءً على القرب الجغرافي من أماكن سكن الأسر، مشددة على أن ما حدث يُعد مخالفة صريحة لما تم الإعلان عنه أثناء فترة التقديم.
مدارس قريبة
وأكدت أن منطقتها السكنية في حي الهرم تحتوي على مدرستين تجريبيتين بالفعل، بالإضافة إلى أربع مدارس أخرى قيد الإنشاء من المفترض أن تُفتتح في أغسطس المقبل.
وتابعت منال الغمراوي: "رغم هذه الإمكانيات القريبة، فوجئت، كما غيرها من أولياء الأمور من مناطق مثل الدقي، إمبابة، بولاق، أكتوبر وحدائق أكتوبر، بتخصيص مدارس لهم في مناطق نائية مثل الصف وأطفيح، دون النظر لأي اعتبارات منطقية أو إنسانية تتعلق براحة الطفل أو الأسرة".
ترشيحات التنسيق
وعبّرت "الغمراوي" عن استيائها الشديد من أن التنسيق رشّح طفلها لمدرسة تعليم عربي، رغم أنها قدمت له في مدرسة رسمية لغات (تجريبية)، وهو ما اعتبرته تناقضًا فجًا في المعايير.
توقيعات إجبارية
وأضافت ولية الأمر، أن الأهالي أُجبروا على توقيع إقرار بعدم أحقية تحويل الطفل إلى مدرسة أخرى لاحقًا، بالإضافة إلى التزام الطفل بالحضور ثلاثة أيام أسبوعيًا على الأقل، وهو ما زاد من الضغط النفسي والمادي على الأسر.

جاهزية المدارس
وتساءلت منال الغمراوي في نهاية حديثها، عن مدى جاهزية المدارس التي وُجه إليها الطلاب، قائلة: "هل فعلاً المدارس في الصف وأطفيح مؤهلة لاستقبال 8200 طفل دفعة واحدة؟"، داعية وزارة التربية والتعليم إلى إعادة النظر في قرارات التنسيق، ومراعاة الظروف الإنسانية والجغرافية للأطفال وأسرهم.
مطالب أوليا الأمور
وطالب أولياء الأمور، عبر منبر الإعلام، بحل عاجل لأزمة التنسيق، وإعادة النظر في آلية توزيع الطلاب على المدارس بما يحقق مبدأ العدالة ويأخذ في الاعتبار القرب المكاني وتوافر المدارس الحديثة التي ستُفتتح قريبًا.
الأزمة باتت تمثل عبئًا نفسيًا وماديًا على آلاف الأسر في محافظة الجيزة، وتحتاج إلى استجابة سريعة من الجهات المعنية قبل انطلاق العام الدراسي الجديد.