عاجل

أداء العمرة بعد الحج .. ما الشروط والأحكام الشرعية ؟ .. الافتاء توضح

أداء العمرة بعد الحج
أداء العمرة بعد الحج 2025

يتساءل كثير من الحجاج عن مدى جواز أداء العمرة بعد الانتهاء من فريضة الحج مباشرة، خاصة من لم يكن على دراية بأنواع النسك أو من قام بالإحرام دون تحديد النية بوضوح.

وفي السطور التالية، أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي الكامل لهذه المسألة، مستندة إلى آراء كبار العلماء والفقهاء، مع توضيح الفارق بين العمرة بعد الحج وأداء العمرة قبل الفراغ من أعمال الحج.

حكم أداء العمرة بعد الحج

تلقت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي سؤالًا من أحد المواطنين جاء فيه "أديت فريضة الحج هذا العام، ولم أكن أعلم بأن هناك أنواعًا مختلفة للنسك، فقمت بالإحرام دون تحديد نوع النسك، وبعد رمي الجمرات والنزول من منى، ذهبت إلى مسجد التنعيم وأحرمت بالعمرة، فما حكم ذلك؟".

وفي ردها، أكدت دار الإفتاء أن أداء العمرة بعد الانتهاء من جميع مناسك الحج أمر جائز شرعًا، بشرط أن يخرج المعتمر إلى أحد المواقيت المكانية مثل مسجد التنعيم أو ما يعرف بـ"مسجد السيدة عائشة" رضي الله عنها، ثم يُحرم منها بالعمرة.

لا مانع شرعي 

وأضافت دار الإفتاء أن هذه الممارسة معروفة في الشرع، وتُسمى "العمرة بعد الحج"، وهي من السنن المستحبّة إذا رغب الحاج في ذلك، خاصة لمن لم تسنح له الفرصة لأداء عمرة قبل الحج أو لمن أراد مضاعفة الأجر والثواب.

وفي المقابل، أوضحت دار الإفتاء أن أداء العمرة قبل إتمام مناسك الحج أمر غير جائز شرعًا عند جمهور العلماء، واستدلت بما ذكره الإمام ابن القطان في كتابه "الإقناع" حيث قال: "أجمع العلماء على أنه لا ينبغي لمن أحرم بالحج أن يضيف إليه عمرة قبل أن يُتم حجه، باستثناء الإمام الأوزاعي الذي خالف هذا الرأي".

وبناءً على هذا الرأي الراجح، فإن من أحرم بالحج لا يُسمح له بالإحرام بالعمرة حتى يتم مناسك حجه بالكامل، لأن الحاج لا يزال مشغولًا بأداء ما تبقى من أعمال الحج، ولا يجوز له الجمع بين نسكين قبل إتمام الأول.

لا ينعقد إحرام العمرة أثناء الحج

كما أوردت دار الإفتاء ما قاله الإمام المواقي المالكي في كتاب "التاج والإكليل"، حيث بيّن أن العمرة لا تُنعقد أثناء أداء مناسك الحج، مشيرًا إلى أن لها ميقاتين، مكاني وزماني، وجاء في كلامه: "إذا أحرم الحاج بالحج، فإنه لا يجوز له الإحرام بالعمرة من وقت إحرامه حتى نهاية أيام التشريق. فإذا نَفَر في النفر الأول، لا يصح إحرامه بالعمرة، وكذلك إن أحرم بها قبل رمي الجمرات في اليوم الثالث، لا ينعقد إحرامه بها ولا يُلزم بأدائها أو قضائها".

وأضاف: "ويُكره للحاج أن يُحرم بالعمرة بعد رمي الجمرات وقبل غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، وإذا فعل، لزمه أن يتم العمرة بشرطين أساسيين: أن يكون قد رمى لليوم الثالث، وأن يكون قد طاف طواف الإفاضة".

متى تُؤدى العمرة للحاج؟

بناءً على ما سبق، فإن القاعدة الفقهية في هذه المسألة تنقسم إلى حالتين:

  • إذا أتم الحاج جميع أعمال الحج: فيجوز له أن يخرج إلى التنعيم أو أي ميقات مكاني، ثم يُحرم من جديد ويؤدي عمرة مستقلة عن الحج، وهذه الممارسة مشروعة ومستحبة في الإسلام.
  • إذا لم ينتهِ بعد من مناسك الحج: فلا يجوز له الإحرام بعمرة جديدة حتى يتم مناسكه، لأن الحاج لا يزال مشغولًا بواجبات الحج ولا يمكنه الجمع بين نسكين في وقت واحد، وهذا رأي جمهور العلماء.
تم نسخ الرابط