حسن أبو طالب: تحولات أمريكية تركية تدعم الحكومة السورية الانتقالية

أكد الدكتور حسن أبو طالب، مستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هناك تحولات كبيرة في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، في ظل التقارب بين الولايات المتحدة وتركيا وبعض الدول العربية الخليجية. وأوضح في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، أن هذا التحول يتركز حول دعم الحكومة السورية الانتقالية برئاسة أحمد الشرع، بما يتماشى مع المصالح الأمريكية في المنطقة.
المصالح الأمريكية في سوريا
وقال أبو طالب إن الولايات المتحدة تتبنى موقفًا إيجابيًا تجاه التغييرات في سوريا، حيث تتسق السياسات الجديدة مع مصالحها الاستراتيجية، خاصة في تقليص النفوذ الروسي والإيراني في البلاد. وأضاف أن أحد الأبعاد الرئيسية للمصالح الأمريكية هو التعامل مع إسرائيل، خاصة في إطار معاهدة "أبراهام" التي تُعنى بتعزيز العلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة.
وأشار أبو طالب إلى أن القرار الأمريكي الأخير بتعليق عدد من العقوبات المفروضة على سوريا، والذي تم تمديده لمدة 90 يومًا قابلة للتجديد، يفتح المجال أمام سوريا للتعامل التجاري بحرية أكبر ويدخلها في النظام المالي الدولي، بما في ذلك الانضمام إلى البنك الدولي. هذه الخطوة، حسب أبو طالب، تعزز موقف النظام السوري في ظل الدعم الأمريكي.
دور تركيا في سوريا الجديدة
من جانب آخر، أشار أبو طالب إلى أن هذه التحركات تتوافق مع المصالح التركية أيضًا. حيث تسعى تركيا إلى أن تكون سوريا جزءًا من استراتيجيتها في المنطقة، وليس مجرد حليف. وذكر أن تركيا ترى في الحكومة الانتقالية السورية الجديدة فرصة للتعاون الوثيق معها من خلال محاصرة قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل العنصر العسكري للإدارة الكردية في شمال سوريا.
وأوضح أبو طالب أن تركيا تسعى إلى دمج هذه القوات في إطار منظومة عسكرية وأمنية تابعة للحكومة السورية الانتقالية، بما يضمن حماية مصالحها الأمنية في المنطقة. وتأتي هذه التحركات في إطار الاتفاقات الأمنية التي جرت بين تركيا وسوريا الجديدة في الأسبوعين الماضيين، بهدف ضمان السيطرة على القوات الكردية بما لا يتعارض مع المصالح الاستراتيجية التركية.
التوافق الأمريكي-التركي-الخليجي
وخلص أبو طالب إلى أن هناك توافقًا بين الولايات المتحدة وتركيا والدول الخليجية حول دعم الحكومة السورية الجديدة، ويظهر ذلك بوضوح في اللقاءات المستمرة بين الأطراف المعنية.