مشروع مزرعة الحرير بقنا:20 مليون جنيه لتوطين الصناعة وتوفير فرص عمل للفتيات

تعد مزرعة صناعة الحرير المتكاملة في مركز نقادة غرب محافظة قنا من أبرز المشروعات الزراعية والصناعية المبتكرة في منطقة الشرق الأوسط. المشروع، الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، يهدف إلى إنتاج الحرير الطبيعي من أشجار التوت، ويُنفذ على مساحة 20 فدانًا في مرحلته الأولى، مع خطط مستقبلية لتوسيع المساحة إلى 200 فدان في المرحلة الثانية.
ووفقًا لما ذكره علي ماهر، مشرف البرامج الزراعية للمؤسسة المصرية المتكاملة "النداء"، فإن تكلفة المرحلة الأولى للمشروع بلغت 20 مليون جنيه، وهو يسعى إلى توطين صناعة الحرير الطبيعي في مصر، مع العمل على استكمال سلسلة القيمة المضافة من خلال تصنيع منتجات نسيجية للتصدير. كما يهدف المشروع إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في إنتاج الحرير الطبيعي وتحفيز الاقتصاد المحلي.



100 فرصة عمل لشباب مركز نقادة
أوضح ماهر أن المشروع وفر نحو 100 فرصة عمل مباشرة لأبناء مركز نقادة، وهو ما يعكس أهمية المشروع في تعزيز دور القطاع الزراعي والصناعي في توفير فرص عمل لشباب المنطقة. وأضاف أن المرحلة الثانية من المشروع تتضمن إضافة 20 فدانًا جديدة، سيتم زراعتها بأشجار التوت المتقزم، بالإضافة إلى تدخلات زراعية أخرى مثل منحل لإنتاج العسل الأبيض وزراعة قصب السكر باستخدام تقنيات الري بالتنقيط.
فرص عمل للفتيات في صعيد مصر
ومن جانبها، أشارت مريم محمد، إحدى الفتيات المشاركات في المشروع، إلى أن هذا المشروع يمثل أملًا كبيرًا لها ولعديد من الفتيات في صعيد مصر، حيث يوفر لهن فرصًا للعمل في مراحل مختلفة من عملية الإنتاج، مثل صناعة الفركة والسجاد من خيوط الحرير. وأضافت أن المشروع يساهم في تعزيز دور النساء في المجالات الاقتصادية، ويمنحهن فرصة للمشاركة الفعالة في تطوير صناعة حيوية تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي.




تعاون المجتمع المدني والدولة
وأكد سيد محمد خطاري، أحد أهالي مركز نقادة، أن المشروع يعد من أهم المبادرات التي أُقيمت بالتعاون بين مؤسسات المجتمع المدني ومحافظة قنا. وأضاف أن المشروع يمثل نموذجًا للتعاون بين القطاعات المختلفة ويحقق أهدافًا مهمة في توفير فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة في صعيد مصر. كما لفت إلى أن تخصيص الفرص للفتيات هو خطوة هامة نحو تعزيز دور المرأة في المجتمع المصري، خصوصًا في المناطق الريفية.
أثر المشروع على المجتمع المحلي
وبينما أكدت صباح محمد، إحدى المنتفعات من المشروع، أن هذا المشروع لم يكن متوقعًا بهذا الحجم من النجاح، أشارت إلى أنه قد ساعد العديد من الفتيات في الحصول على فرص عمل، ومنهن من أنشأت مشاريع خاصة بها في تربية الديدان المنتجة للحرير.
وفي ختام حديثها، قالت صباح: "أصبح لدينا الآن مصدر دخل ثابت، والمشروع أصبح جزءًا من حياتنا اليومية، ويمثل نقطة تحول لعديد من الفتيات في المنطقة."
يُذكر أن المشروع لا يقتصر على زراعة التوت لإنتاج الحرير، بل يمتد أيضًا إلى تطوير سلسلة من الصناعات المرتبطة بها، مثل صناعة الأقمشة والمنسوجات من خيوط الحرير الطبيعي، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وفتح أسواق جديدة للتصدير.