الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم ويمنع دخول 48 ألف شاحنة مساعدات
قال بشير جبر، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من خان يونس، إن المؤسسات الدولية والفلسطينية ترفض طريقة توزيع المساعدات الإنسانية التي يعتمدها الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أن هذه الطريقة تمثل نوعًا من "المذلة والمهانة" للفلسطينيين. وأوضح أن العديد من الأطراف ترفض إدخال المساعدات عبر هذه الآلية، معتبرة أنها تسيء إلى كرامة الشعب الفلسطيني.
وأشار "جبر" إلى أن نحو 48 ألف شاحنة مساعدات كانت من المفترض أن تدخل قطاع غزة خلال الـ 84 يومًا الماضية، إلا أن الاحتلال أغلق معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الرئيسي الذي تمر منه المساعدات، ومنع دخول هذه الشحنات. وقال إن هذا الإغلاق أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يعاني الفلسطينيون من نقص حاد في المساعدات الغذائية والطبية، ما زاد من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
وأضاف "جبر" في تصريحاته مع الإعلامية رغدة منير عبر قناة "القاهرة الإخبارية" أن الاحتلال الإسرائيلي يدّعي إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، الواقع في المنطقة الشرقية الجنوبية من مدينة رفح الفلسطينية، الذي يخضع بشكل كامل لسيطرة الاحتلال. ومع ذلك، أكد أن تلك الشاحنات التي يُزعم دخولها لم تدخل فعليًا إلى القطاع حتى الآن.
الشحنات قليلة
وشدد "جبر" على أن الشحنات القليلة التي يدّعي الاحتلال إدخالها إلى القطاع لا تكفي لسد احتياجات السكان أو لتغطية المتطلبات الأساسية للمستشفيات التي تعاني من انهيار كامل. ولفت إلى أن المنظومة الصحية في غزة تفتقد لأدنى مقومات العمل من أدوية ومستلزمات طبية ووقود لتشغيل المنشآت الطبية الحيوية، ما يعقد الوضع بشكل أكبر في ظل نقص شديد في الموارد الأساسية.
وبين "جبر" أن المساعدات التي يتم إدخالها لا تكفي سوى جزء صغير من الاحتياجات الضرورية، مشيرًا إلى أن الوضع في غزة أصبح كارثيًا على جميع الأصعدة، من نقص في المواد الغذائية الأساسية إلى تدهور خدمات الصحة العامة.
توزيع المساعدات
وفي هذا السياق، قال مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من داخل غزة، يوسف أبو كويك، إن إحدى أبرز صور القصور في هذه الآليات تمثلت في قصر توزيع مادة الدقيق على المخابز فقط، دون أن يتم تسليمها بشكل مباشر للعائلات المحتاجة، ما أثار موجة غضب شديدة بين السكان الذين يواجهون ظروفًا إنسانية قاسية وانعدامًا للأمن الغذائي.
وأضاف "أبو كويك"، في رسالة بثها على الهواء مباشرة، أن الوضع الأمني المتدهور يزيد من تعقيد مشهد توزيع المساعدات، حيث تعرضت عدة شاحنات إغاثية لعمليات سطو مسلح فجر اليوم في عدد من المناطق، شملت غرب مدينة رفح وجنوب غرب خان يونس، بالإضافة إلى حادثة مماثلة وقعت قرب مدخل مدينة دير البلح.
وتُظهر هذه الحوادث بشكل جلي ضعف منظومة الحماية وغياب الرقابة على توزيع المساعدات، في وقت تزداد فيه الحاجة لضمان وصولها الآمن إلى المدنيين.
