عكرمة صبري: اقتحامات المسجد الأقصى يعكس تمدد التطرف الإسرائيلي

يشهد المسجد الأقصى المبارك مرحلة غير مسبوقة من الانتهاكات والاقتحامات المنظمة التي تنفذها جماعات يهودية متطرفة تحت حماية سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في مشهد وصفه الدكتور عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، بأنه "يوم حزين للمسلمين"، لما فيه من تدنيس صارخ لحرمة المسجد وانتهاك لقدسيته.
اقتحام المسجد الاقصى .. التطرف الإسرائيلي
أكد الدكتور عكرمة صبري، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد أبو زيد على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذا العام سجل تصاعدًا كبيرًا في عدد الاقتحامات والانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى، وهو ما يشير إلى منهجية جديدة في تعامل الاحتلال مع الوضع القائم، معتبرًا أن ما يحدث يُمثل تحديًا مباشرًا لمشاعر المسلمين في أنحاء العالم، ويكشف عن نوايا مبيتة لفرض واقع جديد بالقوة.
وأوضح خطيب المسجد الأقصى أن السلطات الإسرائيلية تسعى بكل الوسائل إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، من خلال إعطاء صورة زائفة للعالم بأن "الأقصى تحت السيطرة الكاملة للاحتلال"، وذلك بهدف جذب المزيد من اليهود حول العالم لزيارة فلسطين والاعتداء على الأقصى، موضحًا أن هذه التحركات تمثل محاولة ممنهجة لتهويد المسجد وتفريغه من رمزيته الإسلامية.
صعود التطرف في الشارع الإسرائيلي
وأشار الدكتور عكرمة صبري إلى أن الجماعات المتطرفة التي اقتحمت المسجد الأقصى كانت في الماضي هامشية وضعيفة، أصبحت اليوم أكثر تأثيرًا نتيجة التحول الحاد في المزاج العام للشارع الإسرائيلي نحو التطرف والتشدد الديني والسياسي، هذا التحول أفرز قوى يمينية متطرفة وجّهت سياساتها نحو دعم الاقتحامات وتوسيع النفوذ في القدس الشرقية والمسجد الأقصى على وجه الخصوص.
وفي تقييمه للمشهد السياسي في إسرائيل، شدد الدكتور عكرمة صبري على أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يجد أمامه سوى هذه الجماعات المتطرفة لتشكيل حكومته والتي تقتحم دائمًا المسجد الأقصى، في ظل غياب الأحزاب المعتدلة عن المشهد السياسي، مشددًا على أن تحالف نتنياهو مع هذه الفصائل المتشددة شجعها على تنفيذ مخططاتها العدوانية، مستغلة المناخ السياسي الحالي لتحقيق مكاسب على حساب القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية.

دعوة إلى اليقظة والتضامن الإسلامي
واختتم خطيب المسجد الأقصى، تصريحاته بدعوة المسلمين في كل مكان إلى اليقظة والتكاتف في مواجهة هذه الهجمة الشرسة على المسجد الأقصى، محذرًا من أن استمرار الصمت الدولي والإسلامي سيمنح الاحتلال مزيدًا من الجرأة لتكريس واقع جديد يصعب تغييره، مشددًا على أن المسجد الأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم، بل هو مسؤولية الأمة الإسلامية جمعاء.