عاجل

نجم: دبلوماسية المسار الثاني رؤية جديدة لمواجهة التهجير القسري في فلسطين

الدكتور إبراهيم نجم
الدكتور إبراهيم نجم

نشر الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، مقالا في إحدى الإصدارات الصحفية المصرية الناطقة باللغة الإنجليزية حول "دبلوماسية المسار الثاني" مشيرا إلى أنه في ظل تصاعد الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية ووصولها إلى نقطة تحول خطيرة، تبرز الحاجة إلى تبني استراتيجيات جديدة تتجاوز الدبلوماسية التقليدية. 

وشدد علي أن التهجير القسري لأهالي غزة يعد تهديدًا للأمن القومي المصري وخرقًا للقانون الدولي، مما يستدعي تدخلًا مصريًا فاعلًا. وهنا تأتي أهمية دبلوماسية المسار الثاني كوسيلة مبتكرة لإيجاد حلول مستدامة للأزمة.

التهجير القسري: خطر يهدد الأمن القومي المصري

لطالما لعبت مصر دور الوسيط الرئيسي في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، لكن الحرب الأخيرة كشفت عن حدود الدبلوماسية التقليدية وعجزها عن تحقيق نتائج ملموسة. في ظل تصاعد الدعوات الإسرائيلية للتهجير الدائم لسكان غزة، يبرز الخطر المزدوج:

تهديد الأمن القومي المصري: قد يؤدي توطين النازحين الفلسطينيين في سيناء إلى خلق بيئة خصبة للتطرف وعدم الاستقرار.

طمس الهوية الفلسطينية: يمثل التهجير القسري انتهاكًا لحق تقرير المصير الفلسطيني، وهو مبدأ أساسي تدعمه السياسة الخارجية المصرية.

دبلوماسية المسار الثاني: أداة لتعزيز الاستقرار

تقوم دبلوماسية المسار الثاني على الحوارات غير الرسمية بين القادة الدينيين والمجتمع المدني، وهي استراتيجية أثبتت فعاليتها في كسر الجمود في النزاعات الدولية. وتوفر هذه الدبلوماسية فرصًا لدمج القيم الأخلاقية والإنسانية في الحلول السياسية.

دور مصر في قيادة دبلوماسية المسار الثاني:

تفعيل المؤسسات الدينية: مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية لإنشاء قنوات خلفية للحوار.

مواجهة الخطابات المتطرفة: من خلال تعزيز أصوات الاعتدال والعمل على خفض التصعيد.

إشراك القيادات الدينية الدولية: لتقديم رؤى بديلة تحافظ على حقوق الفلسطينيين وتمنع التهجير القسري.

لماذا تحتاج مصر إلى تبني دبلوماسية المسار الثاني؟

إن مجرد رفض التهجير القسري لا يكفي؛ بل يجب أن تتبنى القاهرة نهجًا استباقيًا يعزز مكانتها كقائد إقليمي في الدفاع عن القضية الفلسطينية. وتتيح دبلوماسية المسار الثاني لمصر:

إعادة تشكيل الخطاب الدولي: عبر التركيز على الحلول الإنسانية والأخلاقية.

حماية الأمن القومي: بمنع سيناء من أن تصبح مأوى دائمًا للنازحين.

ترسيخ المصداقية: بتقديم نموذج جديد للدبلوماسية يتجاوز الحسابات السياسية.

خاتمة

تواجه مصر لحظة حاسمة تتطلب تجاوز النهج التقليدي وتبني دبلوماسية المسار الثاني كوسيلة لحماية أمنها القومي والدفاع عن الحقوق الفلسطينية. إن الفشل في التحرك بفاعلية لن يهدد استقرار المنطقة فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى تآكل دور مصر التاريخي في قيادة القضية الفلسطينية. فهل ستغتنم القاهرة هذه الفرصة لإعادة تشكيل المشهد الدبلوماسي، أم ستكتفي بردود الفعل؟

تم نسخ الرابط