هوس عالمي وخناقات وأسعار خيالية .. كل هذا من الدُمية القبيحة "لابوبو"

الدمى لم تعد مجرد ألعاب طفولية، بل أصبحت رمزًا للموضة وهوسًا جديدًا يجتاح الأسواق العالمية، وخصوصًا في المملكة المتحدة، حيث وصف أحد هواة الجمع الوضع بأنه "ساحة معركة" حقيقية. فقد تصاعدت حدة المنافسة بين جامعي دمى "لابوبو" إلى درجة دفعت الشركة المصنعة إلى تعليق مبيعاتها مؤقتًا في متاجر بريطانيا، بعد ورود تقارير عن مشاجرات وقعت بين الزبائن أثناء محاولاتهم الحصول على هذه الدمى.
الإقبال على دمى في صناديق مغلقة
الدمى التي تنتجها شركة "بوب مارت" الصينية، تلقى رواجًا واسعًا، ويتم بيعها ضمن صناديق مغلقة تعرف بـ"الصناديق العمياء"، حيث لا يعرف المشتري أي دمية سيحصل عليها حتى يفتحها. وقد ساهمت هذه الفكرة في زيادة الإقبال عليها، خصوصًا بعد أن ظهرت نجمة الكيبوب ليزا، من فرقة بلاك بينك، وهي تلتقط صورة مع إحدى هذه الدمى، مما أشعل اهتمام المشاهير والمتابعين. وتبعتها أسماء لامعة مثل ريهانا ودوا ليبا، وهو ما عزز مكانة هذه الدمى كموضة عالمية. وفق بي بي سي

الدمى أصبحت شغفًا حقيقيًا لجامعين مثل آشلي بوشي، البالغة من العمر 32 عامًا، والتي أنفقت أكثر من 1000 جنيه إسترليني على 13 دمية منذ ديسمبر الماضي. تقضي آشلي ساعات طويلة في تصفح مواقع مثل TikTok Shop وVinted ومجموعات فيسبوك، بحثًا عن دمى نادرة أو إصدارات محدودة لتضيفها إلى مجموعتها. وتقول إن بعض النماذج تباع بسعر 17.50 جنيهًا إسترلينيًا، بينما يتم إعادة بيعها بأسعار تصل إلى 30 جنيهًا أو أكثر، وقد دفعت بنفسها 200 جنيه مقابل نسخة نادرة، وشاهدت إصدارات أخرى تباع بمبالغ تصل إلى 600 جنيه.

الدمى بحسب آشلي، "قبيحة جدًا لدرجة أنها تصبح لطيفة"، مشيرة إلى أن المتعة لا تكمن فقط في امتلاكها بل في مطاردتها وتجميعها، رغم المنافسة الشرسة وارتفاع الأسعار. وتؤكد أن بعض المجموعات على مواقع التواصل تضم هواة يجمعون عشرات النسخ ويدفعون مبالغ طائلة من أجل نماذج نادرة.

الدمى دفعت شركة "بوب مارت" إلى اتخاذ قرار بإغلاق متاجرها الـ16 في المملكة المتحدة مؤقتًا حتى يونيو، وذلك بعد تكرار حوادث الازدحام والمشاجرات بين الزبائن. وأكدت الشركة أنها تعمل على وضع نظام توزيع جديد يضمن عدالة البيع وتوفير بيئة تسوق آمنة ومنظمة للجميع.
الدمى، رغم كل الجدل، ما زالت مصدر بهجة لهواة الجمع مثل آشلي بوشي، التي تأمل في أن تنجح الشركة في تنظيم السوق بشكل أفضل، وتقول: "الأمر يبدو طبيعيًا في بلدان أخرى... لا أعلم لماذا يتحول كل شيء إلى معركة هنا في المملكة المتحدة".