ذكرى ميلاد محمد الصغير.. أيادي ذهبية وضعت لمستها فوق رؤوس النجمات والملكات

تحلّ اليوم ذكرى ميلاد محمد الصغير أحد أبرز وأشهر مصففي الشعر في مصر والعالم العربي، والذي لم يكن مجرد "كوافير" بالمفهوم التقليدي، بل فنانًا ترك بصمة ذهبية في عالم الجمال والموضة، ونجح في أن يكون اسمه مرادفًا للأناقة والتميّز، حيث امتدت لمساته الساحرة إلى رؤوس أشهر النجمات وملكات الجمال وحتى سيدات القصور.

مشوار مصفف الشعر محمد الصغير
محمد الصغير والد الإعلامية مها الصغير، طليقة الفنان أحمد السقا، بدأ مشواره من الصفر، وبتفانٍ واجتهاد، استطاع أن يبني إمبراطورية تجميلية خاصة به. لم يكن مجرد صاحب صالون شهير، بل مدرسة متكاملة خرّجت أجيالًا من محترفي تصفيف الشعر. كما ارتبط اسمه بأكبر عروض الأزياء والمهرجانات الفنية، وكان أول مصفف شعر مصري يشارك في عروض عالمية إلى جانب أسماء دولية بارزة.

امتازت لمسات محمد الصغير بالدقة والابتكار، وكان معروفًا بقدرته على إبراز جمال المرأة بأسلوب راقٍ دون تكلف. وقد وثقت علاقاته القوية بعدد من النجمات، مثل يسرا، وإلهام شاهين، ومنى زكي، وغادة عادل، ولبلبة، وغيرهن من الأسماء التي لم تكن تختار سوى الصغير ليضع توقيعه على إطلالاتهن في المناسبات المهمة. حتى أن بعض النجمات كنّ يؤجلن مواعيد تصوير أعمالهن لحين تفرغه.

في حياته المهنية، افتتح محمد الصغير عددًا كبيرًا من الفروع لصالونه، ليس فقط في القاهرة بل في عدد من الدول العربية، ودرّب مئات الشباب والشابات على أسس تصفيف الشعر والعناية به، ما جعله رمزًا من رموز صناعة الجمال في الشرق الأوسط.

خارج الصالون، كان محمد الصغير معروفًا بأخلاقه الرفيعة وإنسانيته. ظل على تواصل دائم مع العاملين معه، يدعمهم مهنيًا وشخصيًا، وكان مؤمنًا بأهمية تطوير الذات والتعليم المستمر في مجاله. كما كان له ظهور إعلامي في برامج تتحدث عن التجميل، يقدّم من خلالها نصائح عملية وثقافة جمالية للجمهور.

رحل محمد الصغير في يناير 2021 بعد إصابته بفيروس كورونا، تاركًا إرثًا ضخمًا من الإبداع، ومدرسة في الإخلاص للفن والحرفة. وفي ذكرى ميلاده، لا يزال اسمه حاضرًا بقوة في الأوساط الفنية والنسائية، حيث تذكّره نجماته ومحبوه بكل فخر وامتنان، وتبقى "أياديه الذهبية" علامة لا تُنسى في عالم تصفيف الشعر العربي.