عاجل

أول أيام ذي الحجة.. بداية موسم الخير والعبادة في رحاب الله

ايام ذي الحجة
ايام ذي الحجة

مع قدوم أول أيام شهر ذي الحجة، يبدأ المسلمون في كل أنحاء العالم موسمًا مميزًا من الخيرات والعبادات، حيث تتجلى مناسك الحج الأكبر ويُفتح باب التقرب إلى الله بأجمل الطاعات. ذي الحجة، وهو الشهر الثاني عشر من الأشهر القمرية الإسلامية، يحمل في طياته فرصًا عظيمة للعبادة والتوبة والعودة إلى الله، ويُعد من الأشهر الحرم التي حرم الله فيها القتال، وجعلها موسمًا للرحمة والغفران.

متى تكون أيام العشر ذي الحجة 2025؟


ومن المتوقع أن تبدأ الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة 2025 في 28 مايو 2025، بعد رؤية الهلال. يوم التاسع من ذي الحجة ( يوم عرفة ) سيكون يوم 5 يونيو 2025 ويوم العاشر من ذي الحجة (عيد الأضحى) سيكون يوم 6 يونيو 2025

أهمية أول أيام ذي الحجة

يُعد أول يوم من أيام ذي الحجة بداية لما يُعرف بـ”الأيام العشر” التي بيّن النبي ﷺ فضائلها وأجر العمل فيها، حيث قال ﷺ: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر.” فسنة الله في هذه الأيام أن تُفتح أبواب الرحمة والعتق من النار، ويكثر فيها الدعاء والصيام والصدقة وذكر الله.

ومن بين أبرز ما يميز أول أيام ذي الحجة هو استعداد الحجاج لبدء مناسكهم، خاصة الذين وصلوا إلى مكة المكرمة بعد أداء الإحرام من الميقات. في هذا اليوم يبدأ الحجاج بأداء ركن من أركان الإسلام الأساسية، حيث يحرمون بالإحرام ويتهيأون نفسيًا وجسديًا للدخول في رحلة روحية، تعيد ترتيب الأولويات في حياة الإنسان.

مظاهر التعبد في أول أيام ذي الحجة

يُحرص المسلمون حول العالم على اغتنام أول أيام ذي الحجة بعبادات متعددة، منها:
• صيام اليوم الأول: ورد في السنة أن صيام الأيام العشر من ذي الحجة، خاصة يوم عرفة (اليوم التاسع)، من أعظم القربات، وقد قال ﷺ: “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده.” فالكثير من المسلمين يبدأون صيامهم منذ أول يوم.
• تكبيرات العيد: تبدأ التكبيرات من ليلة ذي الحجة وحتى آخر أيام التشريق (اليوم الثالث عشر من الشهر)، حيث يُهلل المسلمون بقول: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.” فتملأ هذه التكبيرات القلوب فرحًا وتعبيرًا عن عظمة الله وجلاله.
• الذكر والدعاء: يحرص المؤمنون على الإكثار من ذكر الله، والتسبيح والتهليل والتحميد، مستشعرين عظمة هذا الوقت، حيث يستجاب الدعاء وتفتح أبواب السماء.
• الصدقة: كون ذي الحجة موسمًا للخير، يتسابق الناس في تقديم الصدقات للفقراء والمحتاجين، خاصة في ظل اقتراب عيد الأضحى، الذي يحث على البذل والعطاء.

أجواء مكة المكرمة في أول أيام ذي الحجة

تشهد مكة في أول أيام ذي الحجة حركة مميزة، حيث يتوافد الحجاج من مختلف بقاع الأرض، مرتدين لباس الإحرام الأبيض، متوجهين إلى المسجد الحرام للطواف حول الكعبة. الأجواء تعج بالتكبيرات والدعوات، ويرتسم على وجوه الحجاج مشاعر الإيمان والتقوى والخشوع.

وفي هذا اليوم تبدأ رحلات الإحرام الرسمية، حيث يستقبل مِيقَات التنعيم آلاف الحجاج الذين يلبون نداء الله “لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ”، إعلانًا للاستعداد الروحي والمادي لأداء فريضة الحج.

كما تزداد الخدمات المقدمة من حكومة المملكة العربية السعودية لاستقبال الحجاج، من حيث التنظيم، والتسهيلات الأمنية، والرعاية الصحية، والنقل، لضمان أداء المناسك بكل يسر وسهولة.

الاحرام
الاحرام

المناسبات الدينية المرتبطة بأول أيام ذي الحجة

إلى جانب استئناف مناسك الحج، فإن أول أيام ذي الحجة تسبق أيام التشريق، والتي تشتمل على مناسك رمي الجمرات، والذبح، والتقرب إلى الله بأعمال متعددة. ويحتفل المسلمون بعيد الأضحى في اليوم العاشر من الشهر، وهو من أعظم الأعياد الإسلامية، حيث يتذكرون فيه قصة النبي إبراهيم عليه السلام واستعداده للتضحية بابنه طاعة لله.

كما تتنوع الأعمال الصالحة في هذه الأيام، فيحرص الكثيرون على الإكثار من الصلاة، والصدقة، وصيام الأيام، والاعتكاف، وقراءة القرآن، لما فيها من أجر عظيم.

نصائح للاستفادة القصوى من أول أيام ذي الحجة

ينصح العلماء والمشايخ المسلمين بضرورة استغلال أول أيام ذي الحجة في العبادة والذكر، والتقرب إلى الله بما يلي:
• النية الصادقة: بدء العمل بنية خالصة لله تعالى، تجنبًا للرياء أو السطحية.
• الإكثار من الدعاء: خاصة في هذه الأيام التي يفتح الله فيها أبواب رحمته.
• الحفاظ على أداء الأعمال الصالحة: كالصدقة والصيام والذكر، وعدم الاكتفاء بيوم واحد فقط.
• التحضير لموسم الحج والعمرة: لمن يعتزم أداء المناسك، سواء بالمعلومات أو التحضير الروحي والبدني.
• مساعدة الآخرين: بدعم المحتاجين، وتسهيل أمر الحجاج، وإظهار روح الأخوة الإسلامية.

أول أيام ذي الحجة ليس مجرد يوم في التقويم الهجري، بل هو بداية لعشرة أيام من البركة والرحمة التي تستحق من المسلم أن يغتنمها بكل الوسائل، ويجعلها نقطة تحول في حياته الروحية. هذا الشهر يحمل بين طياته فرصة عظيمة للتوبة والرجوع إلى الله، والتزود بالأعمال الصالحة، ليكون عامًا أفضل وأقرب إلى الله.

في كل عام، تتجدد القلوب وتعلو الأرواح بالتقوى والخشوع مع أول أيام ذي الحجة، فيشهد العالم الإسلامي توحدًا روحيًا، وفرصة لتجديد العهد مع الله ومضاعفة الحسنات

تم نسخ الرابط