لماذا عقد "الجبهة الوطنية" مؤتمراً بحضور القيادات في محافظة عبد الجواد؟

شهدت محافظة الشرقية، أمس السبت، انعقاد المؤتمر الشعبي الأول لحزب “الجبهة الوطنية”، والذي جاء وسط حضور جماهيري واسع وصفه البعض بـ”الحشد غير المسبوق”، فضلا عن تواجد غالبية قادة الحزب والشخصيات السياسية البارزة على رأسهم المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والتواصل السياسي، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور عاصم الجزار رئيس حزب الجبهة الوطنية.
ما أثار جدلاً سياسياً واسعاً وتفسيرات عديدة حول دلالاته ومغزاه.
المؤتمر، الذي أقيم في قلب محافظة الشرقية، جاء بتنظيم من النائب أحمد فؤاد أباظة، نائب الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية، والذي كان سابقاً أحد أبرز قيادات حزب “مستقبل وطن” قبل انتقاله إلى صفوف الجبهة.
" دائرة أباظة "
وقد اعتبر مراقبون أن هذا الحدث الذي أقيم في دائرة "أباظة" ليس مجرد فعالية جماهيرية، بل “رسالة سياسية مباشرة” إلى حزب الأغلبية البرلمانية "مستقبل وطن"
محافظة الشرقية ليست فقط مسرحاً لتنظيم المؤتمر، بل تُعد معقلاً سياسياً لنائب رئيس حزب “مستقبل وطن” وأمينه العام، النائب أحمد عبدالجواد، المعروف بلقب “مولانا” وسط أنصاره، والذي يُنظر إليه على نطاق واسع كأحد أبرز الشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي المصري خلال السنوات الأخيرة.

"مؤتمر الجبهة الوطنية "
وصف بعض المتابعين توافد الحشود إلى مؤتمر “الجبهة الوطنية” في دائرة نفوذ "عبدالجواد" الذي كان جرى عملية جراحية بسيطة منذ أيام، بأنه شكل من أشكال “إظهار القوة”، خاصة في ظل التوقيت الحساس الذي يسبق الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي يُتوقع أن تشهد صراعاً محتدماً بين الحزبين.

من جانبه، لم يصدر تعليق رسمي من حزب “مستقبل وطن” على الفعالية، فيما أكد منظمو المؤتمر من جانب “الجبهة الوطنية” أن الهدف من الفعالية هو التواصل مع المواطنين وطرح رؤية الحزب للمرحلة القادمة، دون أي نوايا تصعيدية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، يُتوقع أن تتصاعد وتيرة المنافسة بين الأحزاب، لاسيما بين “مستقبل وطن” و"الجبهة الوطنية”، خاصة في دوائر تشهد تداخلاً بين قيادات مؤثرة من الجانبين، مثل محافظة الشرقية.
في ظل هذا المشهد، يبقى التساؤل مطروحاً: هل كان المؤتمر خطوة تمهيدية لمعركة انتخابية مرتقبة أم بداية لتحولات أعمق في خريطة التحالفات السياسية بمصر.