ترامب ينهي تمويل برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز.. ضربة قوية للوقاية العالمية

أنهت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسميًا دعمها المالي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.
ووفقا للجارديان، يمثل هذا القرار، الذي تم إبلاغه من خلال رسالة من بيتر ماروكو، أحد الموالين الرئيسيين لترامب في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، خفضًا كبيرًا آخر في تمويل الصحة العالمية للولايات المتحدة.
تهدد هذه الخطوة بعرقلة عقود من التقدم في الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز وعلاجه، وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الأمريكية.
التبرير: "المصلحة الوطنية" على الصحة العالمية
ذكرت رسالة ماروكو، أن إنهاء التمويل تم "لراحة الحكومة الأمريكية" وللتوافق مع "أولويات الوكالة والمصلحة الوطنية". ويتبع القرار اتجاهًا أوسع في ظل إدارة ترامب، والتي قللت بشكل منهجي من مشاركة الولايات المتحدة في برامج المساعدات الخارجية.
ويحذر الخبراء والناشطون من أن هذا الخفض الأخير قد يكون له عواقب مدمرة على ملايين الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في جميع أنحاء العالم.
التأثير على برامج مكافحة الإيدز في المناطق المعرضة للخطر
قبل تجميد التمويل، كانت الولايات المتحدة المساهم العالمي الرائد في الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، وكانت مسؤولة عن ما يقرب من ثلثي التمويل الدولي في هذا المجال. وكانت خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز، وهو برنامج بدأه جورج دبليو بوش في عام 2003، حجر الزاوية في مكافحة الإيدز على مستوى العالم، حيث مولت حوالي 70% من الاستجابة الدولية.
الدول الأكثر تضرراً من هذه التخفيضات في التمويل تشمل: جمهورية الكونغو الديمقراطية، كوت ديفوار، هايتي، جنوب أفريقيا.
الخبراء يحذرون من عواقب وخيمة
تقدر مؤسسة ديزموند توتو لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، أنه بسبب توقف منح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، قد تواجه جنوب أفريقيا وحدها 500 ألف إصابة جديدة و500 ألف حالة وفاة على مدى السنوات العشر المقبلة. وحذرت ليندا جيل بيكر، الخبيرة في مجال فيروس نقص المناعة البشرية في المؤسسة:" سنرى أرواحاً تزهق".
بالمثل، دق المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز ويني باينيما ناقوس الخطر، كاشفاً أن 55 دولة أبلغت بالفعل عن اضطرابات شديدة في استجابتها لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز بسبب تجميد التمويل الأميركي.
قالت: "إن أي خفض من شأنه أن يعطل بشدة برامج الوقاية المنقذة للحياة، ويعرض للخطر إصابات جديدة ويعكس التقدم المحرز في القضاء على الإيدز".
انهيار خدمات فيروس نقص المناعة البشرية في كوت ديفوار
من أكثر الحالات إثارة للقلق كوت ديفوار، حيث أدى الإغلاق شبه الكامل لبرامج فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز الممولة من الولايات المتحدة إلى ترك عشرات الآلاف من الناس بدون الوصول إلى الأدوية المنقذة للحياة.
قبل تجميد التمويل، كانت البرامج المدعومة من الولايات المتحدة تقدم العلاج لـ 85٪ من 265000 فرد مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية في البلاد. وفي حين سمح الإعفاء الصادر في الأول من فبراير باستئناف بعض الخدمات الطارئة، فإن التأثير الإجمالي كان كارثياً.