عاجل

تراجع إنتاج مصر من النفط الخام إلى أدنى مستوى خلال 5 عقود

تراجع إنتاج مصر من
تراجع إنتاج مصر من النفط الخام

واصل إنتاج مصر من النفط الخام مساره الهبوطي ليسجل أدنى مستوى له منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، بعدما انخفض بنسبة 8% خلال الربع الأول من عام 2025، بما يعادل نحو 43 ألف برميل يوميًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وبحسب بيانات حديثة حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، بلغ متوسط الإنتاج المصري من النفط الخام نحو 510 آلاف برميل يوميًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، مقابل 553 ألف برميل يوميًا خلال الربع الأول من عام 2024.

هبوط مستمر في الإنتاج

تشير الأرقام إلى استمرار التراجع للعام الثالث على التوالي، إذ انخفض الإنتاج إلى 537 ألف برميل يوميًا في 2024، مقارنة بـ564 ألفًا في 2023 و568 ألفًا في 2022.

وسجل شهر مارس 2025 تحديدًا أدنى مستوى شهري خلال أكثر من خمسة عقود، إذ بلغ الإنتاج 507 آلاف برميل يوميًا، بعد أن كان 515 ألفًا في يناير و508 آلاف في فبراير. وبلغ معدل الانخفاض السنوي في مارس وحده 7.5% مقارنة بـ548 ألف برميل يوميًا في مارس 2024.

الحكومة تتحرك والمستقبل مقلق

تسعى الحكومة المصرية إلى وقف نزيف الإنتاج، من خلال تسوية مستحقات الشركاء الأجانب وتحفيز أنشطة الحفر والاستكشاف، إلا أن التوقعات لا تزال تميل إلى السلبية.

فبحسب وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن ينخفض إنتاج النفط في مصر إلى 540 ألف برميل يوميًا خلال عام 2025، قبل أن يتراجع مجددًا إلى 510 آلاف برميل يوميًا في 2026.

ورغم ذلك، كشفت شركات عاملة في السوق المحلي عن خطط توسعية، من أبرزها شركة "بدر الدين للبترول"، التي تعتزم حفر 8 آبار استكشافية جديدة في الصحراء الغربية، من بينها 4 آبار ذات إنتاجية مرتفعة يُتوقع أن تضيف 250 مليون برميل من الاحتياطيات، إضافة إلى 4 آبار أخرى في مناطق بدر3 و15 و16 بحجم احتياطي يقدر بـ33 مليون برميل نفط مكافئ.

الواردات ترتفع لتعويض الفجوة

في ظل هذا التراجع، لجأت مصر إلى زيادة وارداتها من النفط الخام. وبحسب مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي)، استوردت مصر نحو 43 ألف برميل يوميًا من الخام في الربع الأول من 2025، مقابل 1000 برميل فقط خلال الفترة نفسها من 2024.

في المقابل، بلغت صادرات النفط الخام المصرية نحو 28 ألف برميل يوميًا خلال الربع الأول، بزيادة طفيفة عن مستويات العام الماضي.

وتعتمد مصر على تصدير الخام الثقيل الأقل جودة -مثل نفط رأس غارب-، في حين تستورد خامات أنسب لتكوين مصافيها، بحسب مصدر بوزارة البترول.

مازوت بدلًا من الغاز

تستعد الحكومة لزيادة وارداتها من المنتجات البترولية، خصوصًا المازوت، لتشغيل محطات الكهرباء خلال فصل الصيف، في ظل انخفاض أسعار الوقود مقارنة بشحنات الغاز المسال. وكشفت مصادر مطلعة عن تعاقد مبدئي لاستيراد 3 ملايين برميل من المازوت خلال الأشهر المقبلة.

وتشير بيانات وحدة أبحاث الطاقة إلى أن مصر استقبلت 1.15 مليون برميل يوميًا من الخام ومنتجاته المنقولة بحرًا في الربع الأول من 2025، إلا أن الجزء الأكبر منها يمر عبر الأراضي المصرية في طريقه إلى أوروبا، خاصة النفط السعودي الذي شكّل 80% من هذه الكميات.
 

تم نسخ الرابط