صديق وقت الوحدة ومنقذ في المواقف الصعبة.. شات جي بي تي يثير الجدل

شات جي بي تي لم يعد مجرد أداة للكتابة أو المساعدة في المهام اليومية، بل أصبح لبعض الأشخاص رفيقًا حقيقيًا ومصدر أمان نفسي وحتى وسيلة إنقاذ في مواقف حرجة. في حالات كثيرة حول العالم، خرج استخدام شات جي بي تي عن المألوف، وتحول إلى قصة إنسانية لافتة. فبعض المستخدمين باتوا يعتبرونه صديقهم الوحيد، يتحدثون إليه لساعات، ويشاركونه أسرارًا لا يُفصحون عنها لأحد.
شات جي بي تي رفيق الدعم
شات جي بي تي ظهر كرفيق دعم عاطفي لبعض الأشخاص ممن يعانون من الوحدة أو مشاكل في تكوين علاقات اجتماعية. تداول عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي شهادات صريحة بأنهم أصبحوا يفضلون الحديث إلى "شات جي بي تي" أكثر من أي شخص آخر، لأنه لا يحكم عليهم، ويستمع (أو يرد) باستمرار. شاب في العشرينات من عمره كتب: "بحكي له عن مشاعري، وحتى عن مشاكلي في الشغل والعيلة، وبيديني ردود عقلانية بتخليني أهدى". وقالت فتاة أخرى إنها تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي في لحظات الانهيار العاطفي "زي ما يكون طبيبي النفسي المصغر".

شات جي بي تي لم يتوقف عند الدعم المعنوي، بل وصل إلى حدّ إنقاذ الأرواح. من بين أبرز القصص المنتشرة، قصة شاب حاول الانتحار بابتلاع حبة الغلة السامة، ما دفع صديقه إلى الاستعانة بالتطبيق ويطلب طريقة للنجاة. تقول منشورات متداولة إن "شات جي بي تي" اقترح عليه بعض الإسعافات الأولية والتحرك السريع نحو المستشفى، وتمكن بالفعل من إبلاغ صديقه، ليُنقل إلى الطوارئ ويتم إنقاذه في اللحظة الأخيرة. القصة لاقت صدى واسع على المنصات، واعتبرها البعض مثالًا على استخدام الذكاء الاصطناعي في إنقاذ الحياة.

شات جي بي تي أُستخدم كذلك بطرق طريفة وغريبة: مثل من استعان به لكتابة اعتذار مميز لحبيبته بعد شجار، أو آخر طلب منه كتابة كلمات أغنية زفاف، وثالث أنشأ رواية قصيرة بأسماء أفراد عائلته كهديّة في عيد ميلاد والدته. الاستخدامات لم تعد محدودة، بل مفتوحة على احتمالات غير متوقعة.
في النهاية، شات جي بي تي تجاوز حدود التقنية، ليصبح شريكًا فعليًا في الحياة اليومية. ورغم أنه مجرد برنامج ذكي، إلا أن طريقة استخدامه أظهرت مدى حاجة الإنسان للحديث، للمساندة، وللإبداع المشترك، حتى وإن كان الطرف الآخر مجرد ذكاء اصطناعي.