عاجل

مأساة هزت أسوان.. ذبح والده بعد صلاة الفجر تحت تأثير المخدرات

الأب المجنى عليه
الأب المجنى عليه

على الرغم من نشأته الطيبة في أسرة متدينة بطبيعتها، وطيلة حياته يتمتع بسمعة طيبة بين أهالي قريته، هو ووالده المسن الذي بلغ من العمر سنًّا كبيرًا، ومع ذلك يعمل في أرضه الزراعية؛ فقد كان حلم حياته الطويل أن يكون لنجله الوحيد حياة مستقرة، فدعمه حتى تزوج.
كم حلم بأن يحمل أحفاده، وسارت الحياة هادئة؛ يعيش الأب، ونجله، وزوجته، حتى تبدلت أحوال الابن الذي عرف طريق المخدرات من أصدقاء السوء؛ لتنقلب الحياة رأسًا على عقب.
دمّر الشاب أسرته، وهجرته زوجته، واضطر والده إلى ترك المنزل والعيش لدى الجيران هربًا من بطش ابنه.
فشلت كل محاولات الأب في إصلاحه؛ فبدلًا من أن يرد له الجميل على ما عاناه من أجل تربيته، بات يسرق أمواله ويتعدى عليه بالضرب، حتى كانت النهاية المأساوية، حين ذبحه وقطع رأسه وهو تحت تأثير المخدرات، في مشهد مرعب.

تفاصيل الواقعة

في منطقة غرب النيل بأسوان، وتحديدًا في قرية الكوبانية بنجع الحجر، نشأ الشاب يوسف نشأة دينية، وكان يعمل بإحدى شركات المقاولات الكبرى. أما والده، الشيخ علي، الذي تجاوز عمره 90 عامًا، فكان يمتلك قطعة أرض يزرعها بنفسه، رغم كبر سنه؛ إذ لم يعتد البقاء بدون عمل. وعاش عمره كله من أجل تربية نجله، وقد وهبه الله الصحة والقدرة على العمل. وكان حلم الأب أن يتزوج ابنه ويحمل أحفاده، وقد تحقق له ما أراد، فتزوج الابن.

إدمان المخدرات

سارت الحياة بوتيرة واحدة؛ الأب يزرع أرضه، والابن يتوجه إلى عمله اليومي. لكن، بعد فترة، تعرف الابن إلى أصدقاء السوء، وعرف طريق المخدرات من خلالهم. يوما بعد يوم، أصبح مدمنًا لمخدر "الشابو"، وتحول من شاب ملتزم يحترمه الجميع ويحمل سيرة والده الحسنة، إلى أحد المدمنين المعروفين في القرية.

تغير الحال

لاحظ الأب أن ابنه قد تبدلت أحواله؛ لم يعد يتردد على المسجد كعادته، وتبدل سلوكه بشكل ملحوظ.
أصبح يتعدى على زوجته وأولاده بالضرب دون مبرر، ودوما في حاجة للمال؛ يطالب والده بمعاشه وإيراد أرضه.

صراع الأب والابن

أدرك الأب العجوز أن ابنه يتعاطى شيئًا غير سلوكه تمامًا، ونصحه بالابتعاد عن هذا الطريق، إلا أن الابن لم يستجب؛ فقد بات عبدًا للمخدرات. باع مقتنيات منزله، وبدأ يسرق أموال والده، وحاول الأب مرارًا تقديم النصح له لعلّه يتراجع، إلا أن الوضع كان يزداد سوءًا.

بلغ الأمر حد التعدي على والده بالضرب، فأصبح الأب يخاف على حياته، وهجر المنزل، ليأخذه الجيران ويقيم لديهم بعدما تطورت حالة الابن بشكل مأساوي.

خوف على الأطفال

طلب الأب من زوجة ابنه أن تأخذ أولادها وتترك المنزل إلى بيت أسرتها، خوفًا عليهم من أن يتعرضوا لمكروه على يد والدهم. هجر الابن عمله، وبات تحت تأثير المخدرات طوال الوقت، حتى أنه في أحد الأيام انتابته حالة من الهياج، فذبح الحمار الذي يستخدمه والده في تنقلاته. تدخل الجيران لإنقاذ الأب قبل أن يلحق به الأذى، وقاموا بإخفائه في منزلهم.

ذبحه بعد الصلاة

وكعادته، خرج الأب العجوز من منزل الجيران الذي كان يقيم فيه ليؤدي صلاة الفجر في المسجد.
رغم تحذيراتهم له من وجود ابنه في المنزل، وأنه قد يراه في الشارع فيتعرّض له، أصرّ على الذهاب ليصلي، ويدعو الله أن يشفي نجله من هذا الداء العضال.

وأثناء عودته من المسجد، فوجئ بنجله يعترض طريقه في الشارع، باحثًا عن أي أموال بحوزته لشراء المخدرات. تعدى عليه بالضرب، وتوسل الأب لنجله أن يتركه، وهو يدعو الله أن يشفيه ويعيده كما كان. لكن الابن لم يرحم ضعف والده، ولم تلِن له توسلاته؛ فدخل المنزل، وأحضر سكينًا من المطبخ، وانهال عليه طعنًا، ثم فصل رأسه عن جسده.

مشهد أبكى الجميع

لم يكتفِ الابن بذلك، بل خرج حاملًا رأس والده في يده، وهو يصرخ ويهذي بكلمات غير مفهومة، في مشهد أبكى سكان القرية. الشيخ علي، صاحب السيرة الطيبة، لم يكن يستحق هذه النهاية القاسية.
أما الابن، فقد حوّلته المخدرات من أحد أفضل شباب القرية إلى مدمن دمّر حياته، ودمّر أسرته، وشرّد أطفاله؛ كل ذلك بسبب أصدقاء السوء.

تم نسخ الرابط