عاجل

نظام الرعاية الصحية في أفريقيا يواجه انهيارًا وشيكًا.. أحد قادة الصحة يحذر

منتدى تحالف الأمراض
منتدى تحالف الأمراض غير المعدية في كيغالي

وفقًا للدكتور جيثينجي جيتاهي، الرئيس التنفيذي لشركة أمريف هيلث أفريقيا، فإن نظام الرعاية الصحية في أفريقيا معرض لخطر الانهيار في غضون السنوات القليلة المقبلة بسبب ارتفاع الأمراض المزمنة. 

في حديثه في منتدى التحالف العالمي للأمراض غير المعدية في كيغالي برواندا، أكد جيتاهي، أن اعتماد القارة المفرط على المساعدات الخارجية لمكافحة الأمراض المعدية جعلها عرضة للأمراض غير المعدية مثل السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم.

التحول من الأمراض المعدية إلى الأمراض المزمنة

في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، شكلت الأمراض غير المعدية 37٪ من جميع الوفيات في عام 2019، ارتفاعًا من 24٪ في عام 2000. ويتوقع الخبراء أنه بحلول عام 2030، ستتفوق هذه الأمراض على الأمراض المعدية باعتبارها السبب الرئيسي للوفاة في القارة.

يعزى هذا التحول إلى حد كبير إلى أنماط الحياة المتغيرة، بما في ذلك الأنظمة الغذائية غير الصحية، وتراجع النشاط البدني، وتفاقم تلوث الهواء.

وعلى الرغم من هذا العبء المتزايد، لا تزال المساعدات الخارجية تعطي الأولوية للأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية والسل. 

وأوضح جيتاهي أن "المساعدات ليست صدقة"، مشيراً إلى أن البلدان المانحة تركز في كثير من الأحيان دعمها على الأمراض التي قد تشكل خطراً على سكانها، في حين تظل الأمراض غير المعدية مهملة.

نقص التمويل وأنظمة الرعاية الصحية المثقلة بالأعباء

وحذر جيتاهي من أن أنظمة الرعاية الصحية في أفريقيا غير مجهزة للتعامل مع المد المتصاعد للأمراض غير المعدية. 

وفي الوقت الحالي، تمثل الأمراض غير المعدية 50% من جميع حالات الدخول إلى المستشفيات في جميع أنحاء أفريقيا، ومع ذلك فإن 80% من الرعاية لهذه الحالات يتم دفعها من جيوبهم الخاصة. يعرض هذا العبء المالي الملايين لخطر الوقوع في براثن الفقر بشكل أعمق.

ما يزيد من تفاقم الأزمة هو قرار الإدارة الأمريكية بتجميد أجزاء كبيرة من مساعداتها الخارجية، مما يؤثر على منظمات مثل أمريف هيلث أفريقيا. قال جيتاهي "نحن نقوم بحوالي 250 مليون دولار من العمل سنويًا، مع تمويل حوالي 50 مليون دولار من خلال شراكات الحكومة الأمريكية".

أدى توقف التمويل بالفعل إلى إجازة غير مدفوعة الأجر لموظفي أمريف وتعطيل البرامج الحيوية في صحة الأم والطفل، والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، وتعزيز نظام الرعاية الصحية.

دور الشركات المتعددة الجنسيات وفشل السياسات

انتقد جيتاهي الشركات المتعددة الجنسيات لإعطاء الأولوية للربح على الصحة العامة وألقى باللوم على الحكومات لفشلها في تنفيذ اللوائح التي يمكن أن تحد من السلوكيات غير الصحية. وقال: "يفكر السياسيون في الانتخابات القادمة. هذه القضية تتعلق بالجيل القادم".

لمعالجة الأزمة، دعا إلى زيادة الضرائب على المنتجات غير الصحية مثل التبغ والكحول والأطعمة السكرية، مع تخصيص العائدات لبرامج الصحة. 

بالإضافة إلى ذلك، حث الحكومات الأفريقية على تبني لوائح أكثر صرامة على غرار تلك الموجودة في الدول الغربية، مثل حظر الإعلان عن الوجبات السريعة للأطفال.

الحاجة إلى التضامن العالمي

يمثل التمويل الأمريكي ما يقرب من نصف إجمالي مساعدات التنمية في أفريقيا، حيث يبلغ 6.5 مليار دولار من إجمالي 13 مليار دولار. وفي حين يتعين على الحكومات الأفريقية أن تصبح أكثر كفاءة وأن تتصدى للفساد، أقر جيتاهي بأن اقتصاداتها لا تستطيع التعويض بشكل كامل عن المساعدات الدولية المفقودة.

بدلاً من ذلك، اقترح إعادة صياغة أهداف الرعاية الصحية الشاملة لضمان حصول "100٪ من الفقراء" على التغطية، حتى لو ظل توفير الخدمات للسكان بالكامل غير قابل للتحقيق.

وأكد جيتاهي أن التضامن العالمي أمر بالغ الأهمية - ليس فقط لأفريقيا، بل وللأمن العالمي. وحذر قائلاً: "إن النظام الصحي الضعيف في أي بلد يشبه المجال الجوي غير الآمن. إنه يشكل خطراً على العالم بأسره".

في حين تكافح أفريقيا مع العبء المزدوج للأمراض المعدية والمزمنة، فإن الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة من جانب الحكومات المحلية والشركاء الدوليين لمنع انهيار نظام الرعاية الصحية.

تم نسخ الرابط