عاجل

مأساة في مركز طبي بالإسماعيلية.. وفاة «بوسي» بعد ساعات من المعاناة والإهمال

الضحية بوسي سامي
الضحية بوسي سامي

لقيت الشابة بوسي سامي عيد، حتفها داخل مركز "أوركيد" الطبي للنساء والولادة بمحافظة الإسماعيلية، في حادثة أثارت استياء واسعًا، بعد ساعات من المعاناة نتيجة نزيف مستمر وتأخر في تقديم العلاج اللازم، وسط تساؤلات عن مسؤولية الطاقم الطبي وإهمال واضح في التعامل مع حالتها.

ثلاث ساعات دون تدخل

وصلت بوسي إلى المركز الطبي في تمام الخامسة صباحًا تشكو من آلام الولادة، حيث تم التواصل مع الطبيبة المسؤولة التي طالبت الأسرة بتجهيز العيادة، إلا أنها لم تحضر إلا بعد نحو ثلاث ساعات، خلال تلك الفترة تفاقم النزيف ولم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ حياتها.

دخلت بوسي غرفة العمليات في الساعة الثامنة والنصف صباحًا، واستمرت الجراحة حتى الثانية عشر والنصف ظهرًا، وخلال العملية أُبلغت الأسرة بأن النزيف لا يتوقف وأن هناك احتمالًا لاستئصال الرحم، إلا أن الأسرة رفضت ذلك، وأُبلغوا بعد ذلك بأن الحالة مستقرة، في حين ظل الغموض يكتنف حالة بوسي، إذ لم يُسمح لأحد برؤيتها، وتعلل الطاقم الطبي بأنها في حالة إفاقة أو تحت تأثير البنج.

الأمر الأكثر إثارة للجدل، هو أن الفريق الطبي لم يطلب أكياس دم إلا في الساعة الحادية عشر والنصف صباحًا، ما اضطر الأسرة إلى البحث عنها في مستشفى جامعة قناة السويس، في مشهد وصف بالفوضوي، مما يطرح علامات استفهام حول مدى جاهزية المركز الطبي وقدرته على التعامل مع الحالات الطارئة.

 

CPR وجثمان مغطى

عند عودة الأسرة في الثانية عشرة والنصف، فوجئوا بطلب إسعاف لنقل الحالة، ووجود الطاقم الطبي يمارس الإنعاش القلبي (CPR) على بوسي، بعدما غُطي وجهها بالكامل، تم نقلها إلى مستشفى "الإميري" بسيارة إسعاف خاصة، اتضح لاحقًا أنها ليست طوارئ رسمية، بل تابعة لمركز خاص تم الدفع له لنقل الحالة.

والأخطر أن الأسرة لم تسمح لها بمرافقة "بوسي"، وتم منعهم بالقوة، بل ووجهوا برجال وصفهم شهود عيان بأنهم "بلطجية" لمنع الدخول أو الاعتراض، في تصرفات لا تليق بمؤسسة طبية، وفقًا لروايات الأسرة.

من الإسماعيلية إلى مشرحة المستشفى

وصلت الأسرة إلى مستشفى الإسماعيلية العام (الأميري)، لتبدأ رحلة جديدة من التيه، أنكر طاقم المستشفى استقبال أي حالة طوارئ في ذلك اليوم، كونه "يوم غير مخصص للطوارئ"، بحسب الأمن الإداري، وبعد بحث طويل، عثر على بوسي داخل المشرحة، وهناك جاءت الصدمة الكبرى، أحد الأطباء أخبر الأسرة أن الوفاة حدثت قبل ساعة ونصف من مغادرتها مركز "أوركيد"، أي أنها كانت متوفاة بالفعل وقت عملية النقل.

وبحسب الأسرة، وجدت آثار نزيف حاد في الوجه والأنف، إضافة إلى ورم ظاهر في الخد الأيسر، كما تم نقل الجثمان داخل سرير مغطى بغطاء شفاف بالكاد يستر الجثمان، وهو ما أثار غضب الحضور والعاملين بالمشرحة، الذين استنكروا المشهد.

بلاغ 

قامت الأسرة بتحرير محضر بالواقعة، وأُحيلت القضية إلى النيابة العامة، لكنهم فوجئوا بتغيير رقم المحضر في محاولة، بحسب قولهم، لإفشال مسار القضية، كما تحدثوا عن ضغوطات ومحاولات طمس للحقائق داخل المركز، في ظل غياب أي تواصل رسمي حقيقي مع المسؤولين عن الواقعة حتى الآن.

الأسرة تبحث عن العدالة

أكدت أسرة "بوسي سامي" أن هدفهم الآن هو العدالة، وكشف كل المسؤولين عن الإهمال الجسيم الذي أودى بحياة ابنتهم، وتقول شقيقتها: "دخلت تولد زي أي واحدة.. وخرجت جثة.. محدش فاهم إيه اللي حصل.. بس إحنا مش هنسكت".

وفي انتظار تقرير الطب الشرعي النهائي، تظل دموع الأسرة ودعوات العدالة تتردد في أروقة الإسماعيلية، في انتظار أن تتحرك الجهات المعنية لوضع حد لتكرار مثل هذه المآسي.

الضحية بوسي سامي
الضحية بوسي سامي
تم نسخ الرابط