ما هو اضطراب الانفصام العقلي الذي أعلنت نبيلة مكرم إصابة ابنها به؟
أثارت تصريحات نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج سابقًا، ، اهتمامًا واسعًا بعد كشفها في مقابلة إعلامية عن إصابة نجلها بمرض الفصام العقلي (Schizophrenia)، وهو أحد أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا وتأثيرًا على حياة المريض وأسرته.
حيث كشفت السفيرة نبيلة مكرم،تفاصيل جديدة عن رحلتها ومسيرتها، مشيرة الى انها مرت بـ ابتلائات كثيرة في حياتها.
وقالت السفيرة نبيلة مكرم، في حوارها مع الإعلامية ريهام السهلي، في برنامج "الرحلة"، المذاع على منصة dmc plus، : "قررت اتشعبط فى ربنا، خلال أزمة نجلي الذي تورط في قضية قتل وواثقة فى حكمه، وسرعان ما أتمالك نفسى علشان أكمل، والحقيقة ربنا حنين بيبعت طبطبة لما بننهار، وربنا بيبعت رسائل لينا بنفهمها".
وتابعت السفيرة نبيلة مكرم، أن : "أثناء أزمة رامى كنت معاه على التليفون بشكل متواصل، وقلت له ربنا مابيجبش شر، وهنحول الألم ده لبركة، ووضع مرض الانفصام بداخله وسكت".
وفي هذا التقرير، نوضح طبيعة هذا المرض، أعراضه، أسبابه، والعلاجات المتاحة، مع تسليط الضوء على أهمية التوعية والدعم المجتمعي في تقبل المصابين بالأمراض النفسية.
ما هو مرض الفصام (الانفصام العقلي)؟
الفصام هو اضطراب عقلي مزمن يؤثر على الطريقة التي يفكر بها الشخص، ويشعر، ويتصرف. يُصنّف الفصام ضمن الأمراض الذهانية، أي تلك التي يفقد فيها الشخص الاتصال بالواقع. وهو لا يعني “انفصام الشخصية” كما هو شائع، بل اضطراب في التفكير والإدراك والسلوك.
يظهر المرض عادة في أواخر سن المراهقة أو بداية العشرينات، وقد يستمر طوال الحياة إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب.
أبرز أعراض الفصام
تتعدد أعراض الفصام وتختلف من شخص لآخر، لكن يمكن تصنيفها ضمن ثلاث مجموعات رئيسية:
• الأعراض الإيجابية (الذهانية): مثل الهلوسات (سماعية أو بصرية)، الأوهام (مثل الاعتقاد بأن هناك من يلاحقه)، اضطراب التفكير والكلام.
• الأعراض السلبية: مثل فقدان الحافز، الانعزال الاجتماعي، انخفاض التعبير العاطفي، وفقر الكلام.
• الأعراض الإدراكية: مثل صعوبة التركيز، ضعف الذاكرة قصيرة المدى، ومشاكل في اتخاذ القرارات.
تؤثر هذه الأعراض مجتمعة بشكل كبير على قدرة المريض على ممارسة حياته اليومية، الدراسة، العمل، والعلاقات الاجتماعية.
ما أسباب الإصابة بالفصام؟
لا يوجد سبب واحد واضح للفصام، بل هو نتيجة تفاعل معقد بين عدة عوامل:
• الوراثة: تلعب دورًا كبيرًا، خاصةً إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض.
• الاختلالات الكيميائية في الدماغ: خاصة في المواد الناقلة مثل الدوبامين والغلوتامات.
• العوامل البيئية: مثل الصدمات النفسية المبكرة، الإدمان على المخدرات (مثل القنب)، أو الولادة في ظروف صحية غير مستقرة.
هل يمكن علاج الفصام؟
الفصام لا يُشفى تمامًا، لكن يمكن إدارته والتحكم في أعراضه من خلال:
• الأدوية المضادة للذهان: وهي الخط الأساسي في العلاج، وتعمل على تقليل الهلوسات والأوهام.
• العلاج النفسي والدعم السلوكي: يساعد في تطوير المهارات الاجتماعية والتأقلم مع التحديات اليومية.
• الدعم الأسري والمجتمعي: ضروري لاستقرار حالة المريض، خاصة في ظل وصمة المرض النفسي في المجتمعات العربية.
العلاج المبكر والمتابعة الدقيقة تُحدث فارقًا كبيرًا في نتائج التعافي وجودة الحياة.
نبيلة مكرم وكسر الصمت حول الأمراض النفسية
بإعلانها عن إصابة ابنها بمرض الفصام، كانت نبيلة مكرم من أوائل الشخصيات العامة في مصر التي تتحدث بصراحة عن هذا النوع من الاضطرابات، مؤكدة أن الصحة النفسية ليست عيبًا ولا يجب إخفاؤها. وقد نال حديثها احترامًا واسعًا وفتح بابًا مهمًا للنقاش حول قضايا الصحة النفسية والعقلية في المجتمع المصري والعربي.
الفصام مرض نفسي حقيقي ومعقد، يتطلب فهماً عميقًا، وعلاجًا شاملاً، ودعمًا إنسانيًا دائمًا. ومع ازدياد الوعي المجتمعي، ووجود شخصيات عامة تتحدث عنه بشجاعة، تزداد فرص كسر الوصمة المحيطة بالأمراض النفسية، وتفتح الأبواب أمام مزيد من الدعم والرحمة تجاه المصابين
