"جنايات القاهرة" تشهد مرافعة النيابة العامة في قضية مقتل طفل على يد زوج الأم

شهدت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم شمال القاهرة بالعباسية، مرافعة قوية لممثل النيابة العامة في قضية خطف ومقتل طفل علي يد وزج الأم بسبب خلافات بينهم بالسلام.
تفاصيل مرافعة النيابة في قضية "طفل السلام"
وقال ممثل النيابة العامة المستشار باسل النجار رئيس نيابة شرق القاهرة الكلية خلال مرافعته أمام هيئة المحكمة: " بسم الله الحق المبين، بسم الله العدل اليقين، بسم الله الظاهر في محكم الجهاد، وإذ نترجاكم للآلة رعاوة، يسومونكم بزوء العدالة، يدبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم"،
وتابعت المرافعة:" وفي دانهم فلاح من رب العظيم صدق الله العظيم، ولما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وَالَّذِي نَفْسِهِ بِيَدِهِ لَيَأْدِيَنَّ عَلَى النَّاسِ دَمَانٍ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ لَأَيِّ شَيْءٍ قَتَلٌ".
وأضافت المرافعة:" لو كان الأمر بيدي لتوشحت وشاحاً أسوداًأسفاً وحزناً على روح بريئة فقدناها سفكت إثماً وعدواناً من غير ذنب أو جريرة بل وفقدها المجتمع بأسره، المجتمع الذي فقد زهرة من بستان دفورة الهواء".
وأشارت المرافعة:" سيدي الرئيس الهيئة الموقرة، شاهد الأقدار الأقل بين أيديكم اليوم المطلوب العام وبقدر ما في ذلك من شرف البيت بقدر ما اعتصران المزن وعصفت بها الآلام ذلك اليوم الذي أتمنى أن لا يعود".
وأكدت المرافعة:" وتلك القضية التي تمديت أن لا تكون جئنا اليوم إلى ساحتكم المقدسة لا لنردد عبارات يكسوها حلوى البيان وظاهر البرهان بل جئنا لائدين بعدالتكم المستقرة وحكمتكم المتواترة ومغنداتكم التي لا يأس منها مظلوم ولا مكرور".
وأردفت:" جئنا مدافعين عن حق الضحية آمينين في صدعكم بحق القصاص الذي يحيي نفوساً ويذهب غيد قلوب متألمة من جريمة تتجرد من كل بعانية إنسانية جريمة لم تتكب في رغبة الفعال، بل ارتكبت بدم البارد وعن صدق إصراره".
وأوضحت المرافعة:" جريمة لا يحرقها إلا القلاهية والرغبة في الانتقام، والانتقام من من؟ من أم بقتل طفلها البريد، الذي لا حول له ولا قوة سوى أنه كان وسيلة الانتقام على مجرم العقيد، السيد الرئيس، الهيئة الموقرة لقد حرم الله القتل على الناس، وجعله من أعظم الكبائر".
وأكملت المرافعة:" فقد قال تعالى أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعاً، وظهر الله عد و جل في القرآن الكريم أنه كاشف أمراً قاتلاً لا مخالة،مهما كان الأمر، وظن الآدم هون جرده ومدى ذهائه، وإفلافه من العقاب للأبد".
وقالت المرافعة:" وعد رباني أزاه الله تعالى في ناموس البشرين، نبراساً لعدله، وتخويفاً لكل عاصم لذلك الأمر الالهي فجئناكم اليوم ممثلين لسلطة الادعاء، للمتهم خصماً، وللمجني عليه من الآباد. جئنا إليكم لبتها تقرّض من كل معاني الإنسانية".
وتابعت:" خلع عنه ثوب الآدمية ليظهر على حقيقته الوحشية قاتل لا يعرف الرحمة ولا يتورع عن سفك دم بريء إنه قافي القبل وحش كاسر مبرور فاقد المشاحر مجرم بلا ضمير قاتل البراء تخلى عن كافة القيم الدينية والنبادر الإنسانية أخذ بمحراب عدلكم الكريم".
وأوضحت المرافعة:" أرى طفلا لم يبلغ من العمر سوى العاشرة أخذ ينه في طرقات مدرسته صوته كالطير يغرد في المكان حلمه كعصفور في السماء أخذ يعيش الحياة بلا قيد أو حواجز أمي كان يناديها بحب عمير يأمن رقاها في شوق عجيب".
تفاصيل القضية
أحالت نيابة شرق القاهرة الكلية، برئاسة المستشار شادي البرقوقي المحامي العام الأول لنيابة شرق القاهرة الكلية، موظف بشركة المياه إلى محكمة الجنايات المختصة لاتهامه بخطف وقتل ابن زوجته العرفية، بسبب خلافات بينهما.
وجاء في أمر الإحالة الذي أعدته النيابة برئاسة المستشار باسل النجار رئيس نيابة شرق القاهرة الكلية، في القضية رقم 395 لسنة 2025 جنايات السلام أول، اتهام النيابة للمتهم لأنه بدائرة قسم شرطة السلام أول محافظة القاهرة قتل المجني عليه الطفل مهران فارس سيد مهران، عمداً مع سبق الإصرار بأن بيّت النية، و عقد العزم المصمّم على قتله ، إثر خلافات زوجية بينه، و بين والدته، طعنت فيه في شرفه، وأساءت إلى سمعته فضاق بها ذرعاً، و تفكر بروية فلم يجد لشفاء غليله سبيلاً إلا قتلاً ، فأعدَّ لذلك مُخطَّطاً أنفذه بأن ، هاتفها مُخبراً إياها بعزمه على زيارتها يوم الواقعة ، حتى لا ترتاب به، و تخيّر أصغر ولديها لقتله، فتحيّن وقت خروجه من مدرسته زمناً، مُتخذاً من محل سكنهما مسرحاً ، وقصده فأنفذ مخططه بأن تقابل معه عقب انتهاء يومه الدراسي، و زعم توصيله إلى مسكنه، فاصطحبه لمحل الواقعة، واستدرجه باحثاً عن ضالّته، متمكناً منه ، متيقناً من قلّة حيلته، وعدم قدرته على المقاومة، و ما أن خلا به حتى قبض أنفاسه ، و أطبق بكلتا يديه على أنفه ، و فيه ، محدثاً ما به من إصابات أبانها تقرير الصفة التشريحية ، ولم يبارح حتى خارت قواه، و فارق الحياة، قاصداً من ذلك قتله.