مستثمري الطاقة: مصر تسعى لزيادة نسبة الطاقة المتجددة إلى 42% بحلول 2030

في خطوة تعكس التزام مصر برؤية وطنية طموحة للطاقة النظيفة، كشف المهندس هشام الجمل، رئيس مجلس إدارة جمعية مستثمري الطاقة ومدير عام شركة إنفينيتي للطاقة، عن خطط استراتيجية لتعزيز حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 42% خلال العقد المقبل، مقارنة بنحو 20% حاليًا.
وقال الجمل في تصريحات لـ "نيوز رووم" إن مصر تشهد طفرة غير مسبوقة في مشروعات الطاقة المتجددة، مع توسع كبير في محطات الرياح والطاقة الشمسية، إضافة إلى اهتمام متزايد بتقنيات تخزين الكهرباء التي تعد ركيزة أساسية لضمان استقرار الإمدادات المستقبلية.
وأضاف أن السوق المصري يجذب ثقة المؤسسات المالية العالمية، خاصة بعد نجاح مشروعات رائدة مثل محطة بنبان الشمسية ومشروعات الرياح في خليج السويس ورأس غارب، ما يعزز موقع مصر كمركز إقليمي للطاقة النظيفة.
إنفينيتي والتحول للطاقة النظيفة
وتحدث الجمل عن دور شركة "إنفينيتي"، التي تدير عددًا من أكبر مشروعات الطاقة المتجددة في مصر، قائلاً: "نحن في إنفينيتي جزء من هذا التحول. نعمل على توسيع نطاق مشروعاتنا في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ولدينا اهتمام خاص بتقنيات تخزين الكهرباء، التي ستكون عنصرًا حاسمًا في تأمين إمدادات مستقرة من الطاقة النظيفة في المستقبل".
وأشار إلى أن الشركة تعمل حاليًا ضمن تحالف يضم "مصدر" الإماراتية على تنفيذ مشروع جديد لطاقة الرياح بقدرة 200 ميجاوات في رأس غارب، ومن المقرر بدء أعمال التنفيذ خلال الشهرين المقبلين. كما أن لدى الشركة خططًا للتوسع في مشروعات مماثلة في مناطق أخرى، بدعم من مستثمرين دوليين وشركاء محليين.
الطاقة المتجددة ركيزة الاقتصاد الأخضر
وأكد الجمل أن زيادة مساهمة الطاقة النظيفة لا تقتصر فقط على تنويع مصادر الكهرباء، بل تُعد أحد أهم محركات الاقتصاد الأخضر في مصر، مضيفًا: "لدينا فرصة ذهبية لربط الطاقة المتجددة بالصناعة والتصدير، سواء من خلال الهيدروجين الأخضر، أو من خلال توريد الكهرباء النظيفة إلى المشروعات الصناعية والمناطق الاقتصادية الخاصة".
وأشار إلى أن جمعية مستثمري الطاقة تعمل مع الحكومة والجهات المعنية على تهيئة البيئة التنظيمية للاستثمار في هذا القطاع، مؤكدًا أن الاستقرار التشريعي، وتيسير إجراءات التراخيص، وتوفير حوافز حقيقية، كلها عوامل ضرورية لاستدامة النمو في هذا المجال الحيوي.
فرص وتحديات
ورغم التفاؤل بمستقبل القطاع، أشار الجمل إلى وجود عدد من التحديات التي يجب التعامل معها، من بينها البنية التحتية لنقل وتوزيع الكهرباء، وتكامل الشبكة مع مصادر متقطعة كالرياح والشمس، إلى جانب ضرورة رفع كفاءة استخدام الطاقة لدى المستهلكين.
واختتم الجمل تصريحه بالتأكيد على أن مصر تمتلك جميع المقومات لتكون مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة في المنطقة، إذا استمرت على هذا النهج الطموح، وأحسنت استغلال مواردها الطبيعية والتمويل الدولي المتاح لهذا القطاع.