عاجل

جد إحدى ضحايا خط غاز أكتوبر: حفيدتي ومراتي راحوا في يوم واحد

جد احد الضحايا
جد احد الضحايا

بصوت يغلب عليه الحزن والذهول، روى أحد أفراد أسرة ضحايا انفجار خط الغاز بطريق الواحات تفاصيل اللحظات الأخيرة التي سبقت الحادث المأساوي الذي وقع في 30 أبريل الماضي، وأودى بحياة حفيدته "منة"، الطالبة في الفرقة الثالثة بكلية طب الأسنان بجامعة 6 أكتوبر، وجدتها.


وقال الجد: "منه كانت شابة في عز عمرها، متفوقة، ودايمًا فرحانة ومبسوطة بدراستها إحنا ساكنين في حدائق الأهرام، يعني الجامعة قريبة، وعشان كده أنا كنت دايمًا أوصلها وأرجعها كل يوم تقريبًا."


وأضاف: "في يوم الحادث، سألتها: نازلة بكرة الساعة كام يا منة؟ عشان أوديكي. ردت عليا وهي مبتسمة وقالت: يا جدو، أنا مبسوطة، مش رايحة الكلية بكرة لأنها إجازة رسمية."

وتابع: "بعدها مراتي الله يرحمها، وهي الضحية التانية قالت لي إنها هتنزل توصل منة لأنها عندها كورس الساعة 5 ونص العصر. خرجوا سوا، وأنا رجعت البيت حوالي الساعة 6 وربع."

وأردف الرجل بصوت مكسور: "فجأة، لقيت جوز بنتي بيكلمني من قطر، وبيقولي وهو بيعيط: أنت فين يا عمي؟... منه والحاجة عملوا حادثة. خدت العربية وطلعت جاري، ولما وصلت... شفت عربيات مولعة، ونار، ومنظر يبكي القلب."

واختتم حديثه قائلاً: "دي مش مجرد حادثة... دي صدمة عمري. منة كانت حلم بيتحقق، ومراتي كانت سندي في الدنيا. ربنا يرحمهم ويصبرنا." 

أمرت النيابة العامة بإحالة 6 متهمين من موظفي شركة مقاولات خاصة ، ومكتب استشارات هندسية، والمُسند إليهما –عن طريق مناقصة عامة– تنفيذ أعمال تطوير طريق الواحات، إلى محكمة الجنح المختصة،  لاتهامهم بالتسبب خطأ نتيجة إهمالهم، في وفاة 8 مواطنين، وإصابة 16 آخرين، واحتراق 11  سيارة ، فضلًا عن مخالفة أحكام قانون الغاز الطبيعي.

 

وباشرت النيابة العامة التحقيقات فور تلقيها بلاغًا بانفجار خط الغاز بطريق الواحات، حيث شكّلت فريقًا انتقل إلى موقع الحادث لمعاينة آثاره، وحصر التلفيات، ومتابعة أعمال الإطفاء، ومعاينة المركبات المحترقة، كما انتقل الفريق إلى ثماني مستشفيات مختلفة لسؤال المصابين.
وفي إطار التحقيقات، كلّفت النيابة العامة لجانًا فنية متخصصة من هيئة الطرق والكباري ، والشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي، ومصلحة تحقيق الأدلة الجنائية، بمراجعة الاشتراطات الفنية لأعمال التطوير، ودورة العمل الإجرائية، ومواصفات خطوط الغاز، وقياس كميات التسريب ، وتحديد توقيتات الحادث وأسبابه.

 

نتيجة التحقيقات 

وقد أسفرت التحقيقات عن وقوع إهمال جسيم من قبل مسؤولي شركة المقاولات المنفذة لمشروع تطوير طريق الواحات، وكذلك مكتب الاستشارات الهندسية المختص، إذ تبين أنهم بدأوا أعمال الحفر دون الحصول على التصاريح اللازمة من الجهات المختصة ، ودون اتخاذ تدابير السلامة، أو الإشراف الفعلي من الاستشاري المختص، مما أدى إلى كسر ماسورة الغاز وتسربه واشتعاله وحدوث الانفجار.

وثبت أن أعمال الحفر نُفذت باستخدام معدات ثقيلة، دون إجراء الجسات اليدوية اللازمة للتربة، بالمخالفة للأصول الفنية المعتمدة، وأن شركة المقاولات لم تُخطر شركة الغاز قبل مباشرة الأعمال، رغم علمها بضرورة التنسيق المسبق.

وتؤكد النيابة العامة، أن الحادث وقع نتيجة مباشرة لإهمال المتهمين، وتنفي وجود أي تسرب سابق على يوم الواقعة، وذلك وفقًا لما أثبتته التقارير الفنية وسجلات الضخ.

وإذ تسدل النيابة العامة الستار على تحقيقاتها في هذه الواقعة، فإنها تؤكد مجددًا التزامها بملاحقة كافة صور الإهمال التي تهدد أرواح المواطنين وممتلكاتهم.
وتؤكد حرصها الدائم على إنزال الجزاء العادل بكل من يثبت تقصيره أو تسببه في وقوع مثل هذه الحوادث الجسيمة.

تم نسخ الرابط