قطاع غزة - إسرائيل
«فشل وغياب الرقابة».. انتقاد آلية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة

تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة إلى الآليات المعتمدة حاليًا لإدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، في ظل اتساع نطاق المجاعة وازدياد معاناة المواطنين.
ووُصفت من قبل مؤسسات تابعة للأمم المتحدة بأنها "عقيمة" وغير فعالة في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحة.
توزيع المساعدات في قطاع غزة
وفي هذا السياق، قال مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من داخل غزة، يوسف أبو كويك، إن إحدى أبرز صور القصور في هذه الآليات تمثلت في قصر توزيع مادة الدقيق على المخابز فقط، دون أن يتم تسليمها بشكل مباشر للعائلات المحتاجة، ما أثار موجة غضب شديدة بين السكان الذين يواجهون ظروفًا إنسانية قاسية وانعدامًا للأمن الغذائي.

وأضاف أبو كويك، في رسالة بثها على الهواء مباشرة، أن الوضع الأمني المتدهور يزيد من تعقيد مشهد توزيع المساعدات، حيث تعرضت عدة شاحنات إغاثية لعمليات سطو مسلح فجر اليوم في عدد من المناطق، شملت غرب مدينة رفح وجنوب غرب خان يونس، بالإضافة إلى حادثة مماثلة وقعت قرب مدخل مدينة دير البلح.
وتُظهر هذه الحوادث بشكل جلي ضعف منظومة الحماية وغياب الرقابة على توزيع المساعدات، في وقت تزداد فيه الحاجة لضمان وصولها الآمن إلى المدنيين.
مخاوف شعبية من خطة أمريكية
وفي خضم هذه التطورات، برزت مخاوف شعبية من خطة أمريكية يجري الترويج لها مؤخرًا بشأن إقامة معسكرات مخصصة لتوزيع المساعدات في مناطق مثل مراج وتساريم جنوب القطاع. ولفت أبو كويك إلى أن هذه الخطوة تثير شكوكًا واسعة بين سكان غزة الذين يرون فيها محاولة لفرض تهجير قسري غير مباشر على أهالي شمال القطاع، من خلال إجبارهم على استخدام ممر محدد للوصول إلى هذه المعسكرات، وهو ما اعتبره البعض بداية لتكريس سياسة الإبعاد القسري.

ويُعبّر كثيرون عن قلقهم من تحول هذه المعسكرات إلى مراكز احتجاز مقنّعة، خصوصًا في ظل انعدام الثقة بالجهات الإسرائيلية وغياب أي ضمانات دولية واضحة تمنع استغلال هذه الخطط لأغراض أمنية أو سياسية.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشتد فيه الضغط على القطاع بفعل الحصار المستمر والانهيار الشامل في البنية التحتية، ما يدفع بالمجتمع الدولي إلى مراجعة فورية وشاملة لطبيعة آليات التدخل الإنساني وآليات الرقابة عليها، بما يضمن عدم تحول المساعدات إلى أدوات للسيطرة أو الابتزاز السياسي.