جهود التدخل السريع لإنقاذ المواطنين بلا مأوى.. استجابة فاعلة ورعاية اجتماعية

في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه العديد من الفئات المهمشة في المجتمع، برزت الحاجة الماسة إلى وجود آلية فعالة وسريعة للتعامل مع الأزمات الإنسانية، خاصة تلك المتعلقة بالكبار والأطفال بلا مأوى، والذين يعانون من التهميش والحرمان من أبسط مقومات الحياة الكريمة.
وفي هذا السياق، أطلقت الدولة المصرية منذ عام 2014 برنامج "كبار وأطفال بلا مأوى" بهدف توفير الحماية والرعاية للفئات الأكثر عرضة للخطر، من خلال إنشاء فرق تدخل سريع مدربة ومجهزة على أعلى مستوى.

برنامج "كبار وأطفال بلا مأوى"
إن برنامج "كبار وأطفال بلا مأوى" يعكس التزام الدولة المصرية المتزايد بتحقيق العدالة الاجتماعية، والحفاظ على كرامة الإنسان، وخاصة أولئك الذين لا مأوى لهم. وتبقى فرق التدخل السريع رمزًا للإرادة الحكومية في تحويل السياسات الاجتماعية إلى واقع ملموس، يلمس حياة الناس، وينقذ أرواحًا كانت في طي النسيان. ومن خلال تعزيز هذه الجهود وتوسيع نطاقها، يمكن بناء مجتمع أكثر احتواءً، تكون فيه كرامة الإنسان فوق كل اعتبار.
ويأتي هذا البرنامج كجزء من التزام الحكومة المصرية بحقوق الإنسان، حيث يُعد ضمان الحق في الحياة الكريمة والإيواء الآمن جزءًا لا يتجزأ من التنمية الاجتماعية والعدالة الإنسانية، حيث أصبح فريق التدخل السريع أحد أبرز الأذرع التنفيذية لهذا البرنامج، حيث يعمل على مدار الساعة لرصد الحالات الطارئة والتعامل معها، سواء من خلال التدخل الميداني المباشر أو عبر التعاون مع مؤسسات الرعاية الاجتماعية.
دور الحمايا الاجتماعية في انقاذ الأرواح
تُعزز هذه الجهود من قبل مجموعة متكاملة من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين المؤهلين للتعامل مع مختلف الحالات، كما تستند إلى بنية تنظيمية متينة تتكامل مع منظومة الشكاوى الحكومية، وتُشرف عليها وزارة التضامن الاجتماعي بشكل مباشر، لضمان تحقيق سرعة الاستجابة وكفاءة التدخل.
وفي ظل هذه الجهود المستمرة، أصبحت فرق التدخل السريع نموذجًا يُحتذى به في إدارة الأزمات الاجتماعية وإنقاذ الأرواح، مما يعكس تطورًا ملموسًا في آليات الحماية والرعاية داخل المجتمع المصري.
التضامن
ويُعد هذا الرقم جزءًا من إنجاز أوسع، حيث بلغ إجمالي الشكاوى والبلاغات التي تعامل معها فريق التدخل السريع منذ انطلاق البرنامج في عام 2014 وحتى الآن نحو 37 ألف شكوى وبلاغ، وهو ما يعكس حجم التحدي المجتمعي، وكذلك الجهود الكبيرة التي تُبذل على مدار سنوات في سبيل حماية الأرواح وتحسين جودة الحياة للفئات المهمشة.
يضم فريق التدخل السريع 154 عضوًا من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، من الرجال والنساء، وجميعهم موظفون حكوميون تم تدريبهم وتأهيلهم وفق أحدث برامج التدخل الاجتماعي، بما يضمن القدرة على التعامل مع المواقف الطارئة وتقديم حلول سريعة وفعالة. ويغطي هؤلاء الأخصائيون مختلف المحافظات، ويعملون بشكل منسق ومتكامل مع الجهات التنفيذية، ومؤسسات الرعاية، والجمعيات الأهلية.
يستقبل الفريق البلاغات من خلال عدد من القنوات الرسمية، أبرزها الخط الساخن لوزارة التضامن الاجتماعي (16439)، والخط الساخن لمنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة التابعة لرئاسة مجلس الوزراء (16528)، بالإضافة إلى البلاغات الواردة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يساهم في تعزيز سرعة الاستجابة والتدخل في الوقت المناسب.
ولا تقتصر مهام الفريق على التعامل مع الحالات الفردية فقط، بل تشمل أيضًا تقديم الرعاية الصحية الأولية، الدعم النفسي والاجتماعي، إلحاق الحالات المناسبة بدور الرعاية، وتوفير المستلزمات الأساسية كالبطاطين والوجبات الغذائية، فضلًا عن التنسيق مع الجهات الطبية لعلاج الحالات المرضية، أو مع الجهات الأمنية في الحالات التي تستدعي تدخلًا قانونيًا أو تأمينًا.
وتسعى وزارة التضامن الاجتماعي، من خلال هذا البرنامج، إلى بناء نموذج شامل للتدخل السريع قادر على التفاعل مع الواقع المجتمعي المتغير، والتصدي لظاهرة التشرد، وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية وضمان الحق في الحياة الكريمة لكل مواطن.