عاجل

حروب مستقبلية متوقعة

«بؤر للصراع» حروب على قوائم انتظار.. قد تقلب موازين القوى العالمية

حروب مستقبلية والعالم
حروب مستقبلية والعالم على صفيح ساخن

شهد العام الجاري تصاعدًا خطيرًا في التوترات الجيوسياسية بين الدول العام، مما يثير مخاوف اندلاع حروب إقليمية قد تتسع إلى صراعات أوسع. ويأتي هذا التصعيد في ظل تحولات عميقة في ميزان القوى العالمي، وتزايد سياسات الاستفزاز، والتسابق نحو التسلح، ما يهدد بزعزعة الأمن العالمي. 

ويسلط هذا التقرير الضوء على ثلاث جبهات مرشحة للانفجار خلال هذا العام: جنوب آسيا، أوروبا الشمالية، وشبه الجزيرة الكورية.

حروب مستقبلية والعالم على صفيح ساخن 

أولاً: الهند وباكستان – كشمير تعود إلى الواجهة

في 12 مارس 2025، وقع هجوم إرهابي دموي في منطقة بهالجام بولاية جامو وكشمير الهندية، أسفر عن مقتل 38 جنديًا هنديًا. وسارعت الحكومة الهندية إلى اتهام جماعة "جيش محمد" التي يُعتقد أنها تنشط من داخل الأراضي الباكستانية. وردت نيودلهي بسلسلة غارات جوية استهدفت معسكرات داخل باكستان، تبعها حشد عسكري واسع النطاق على طول خط السيطرة في كشمير.

إسلام أباد، من جهتها، اعتبرت الضربات الجوية انتهاكًا صارخًا لسيادتها، وردت بإسقاط طائرة هندية وأسر طيّارها، ما أعاد إلى الأذهان سيناريوهات التصعيد السابقة بين البلدين النوويين. تصاعدت وتيرة الخطاب القومي داخل كلا البلدين، وارتفعت مخاوف من انزلاق الأزمة إلى حرب شاملة، خاصة في ظل ضعف الوساطات الدولية.

<span style=
حروب مستقبلية والعالم على صفيح ساخن 

ثانيًا: روسيا وفنلندا – مواجهة محتملة على الحدود الشمالية

في أعقاب انضمام فنلندا رسميًا إلى حلف الناتو، شرعت روسيا في تعزيز وجودها العسكري على الحدود الشمالية الغربية، معتبرة أن توسع الحلف تهديد مباشر لأمنها القومي. وفي مايو 2025، أفادت تقارير استخباراتية غربية بأن روسيا أجرت مناورات عسكرية واسعة قرب الحدود الفنلندية، شملت محاكاة لهجمات إلكترونية ونشر منظومات صواريخ تكتيكية.

الرد الفنلندي جاء على شكل تعبئة جزئية لقوات الاحتياط، وتوقيع اتفاقيات تعاون دفاعي موسعة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، مما زاد من حدة التوتر. وقد سجلت اشتباكات محدودة بين وحدات حرس الحدود في يوليو 2025، دون وقوع خسائر بشرية، لكنها شكّلت ناقوس خطر حقيقي لمستقبل العلاقة بين الطرفين.

<span style=
حروب مستقبلية والعالم على صفيح ساخن 

ثالثًا: كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية – شبح الحرب يعود إلى شبه الجزيرة

شهدت شبه الجزيرة الكورية واحدة من أخطر التصعيدات منذ سنوات، بعد أن أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات في يونيو 2025، سقط في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان. وردت كوريا الجنوبية بمناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة شملت محاكاة لهجوم بري على منشآت كورية شمالية.

وفي وقت سابق، أعلنت بيونغ يانغ أنها اختبرت بنجاح صاروخًا مزودًا برأس نووي تكتيكي، في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي. وردًا على ذلك، تم تعزيز الدفاعات الصاروخية الأمريكية في كوريا الجنوبية، فيما هددت بيونغ يانغ بضربات استباقية على القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة. وتصاعدت التحذيرات من إمكانية انزلاق الوضع إلى حرب نووية محدودة.

تشير التطورات المتسارعة في هذه الجبهات الثلاث إلى أن العالم يواجه لحظة فارقة قد تُغير ملامح النظام الدولي. وفي ظل عجز المنظمات الدولية عن احتواء الأزمات، وانشغال القوى الكبرى بصراعات النفوذ، تبدو احتمالات نشوب حروب إقليمية أكثر واقعية من أي وقت مضى. ويبقى السؤال المطروح: هل سيتحرك العالم في الوقت المناسب لنزع فتيل الانفجار

رابعاً: بورما والصين

تتزايد المخاوف من احتمال اندلاع صراع عسكري بين بورما (ميانمار) والصين على خلفية تصاعد التوترات الحدودية والنزاع الداخلي في ميانمار. فيما يلي أبرز العوامل التي قد تسهم في حدوث هذا الصراع:

- تصاعد العنف على الحدود
تشهد المناطق الحدودية بين ميانمار والصين، مثل ولايتي شان وكاشين، اشتباكات متزايدة بين الجيش البورمي والجماعات المسلحة العرقية. هذه الاشتباكات أسفرت عن سقوط قذائف داخل الأراضي الصينية، مما أدى إلى إصابة مدنيين وتدمير ممتلكات في مدن مثل رويلي وزينكانغ .

- تعزيز الوجود العسكري الصيني
استجابةً لهذه التوترات، كثفت الصين من دورياتها العسكرية على الحدود، بما في ذلك التدريبات الحية والمراقبة الجوية. كما أرسلت تعزيزات عسكرية إلى المناطق الحدودية لتعزيز الأمن والاستعداد لأي تطورات محتملة .

- الوجود الصيني في ميانمار
تعتبر الصين أكبر داعم دولي للنظام العسكري في ميانمار، حيث تقدم الدعم العسكري والاقتصادي، بما في ذلك الاستثمارات في مشاريع البنية التحتية والطاقة. هذا النفوذ قد يدفع الصين إلى التدخل المباشر لحماية مصالحها في حال تعرضت هذه المشاريع للخطر .

- الضغوط الدولية على الصين
تواجه الصين انتقادات دولية بسبب دعمها للنظام العسكري في ميانمار، خاصة بعد الانقلاب العسكري في 2021. هذه الضغوط قد تدفع الصين إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية مصالحها وتعزيز نفوذها في المنطقة .

 

تم نسخ الرابط