مئات الأقباط يتوافدون على جبل الطير احتفالا بمسار العائلة المقدسة في المنيا
شهد جبل الطير بمركز سمالوط في محافظة المنيا، منذ الساعات الأولي من اليوم الجمعة، احتفالًا دينيًا مهيبًا بمناسبة ذكرى مرور العائلة المقدسة بأرض مصر، وتوافد المئات من الأقباط من مختلف أنحاء المحافظة وخارجها إلى المنطقة المقدسة للتبرك وزيارة الكنيسة الأثرية المقامة على قمة الجبل، والتي تحمل اسم "السيدة العذراء مريم".
أجواء روحانية وتوافد كبير للزوار وصلوات ودعوات
سادت أجواء روحانية خاشعة أرجاء جبل الطير، حيث احتشد الزوار للصلاة والتضرع والدعاء في الكنيسة الأثرية التي يعود تاريخها إلى القرون الأولى للميلاد، وعبر الزوار عن سعادتهم الغامرة بزيارة هذا المكان التاريخي الذي يحمل قيمة دينية عظيمة، مؤكدين على أهمية إحياء ذكرى مرور العائلة المقدسة في تعزيز الوحدة الوطنية والتسامح الديني، وشهدت المنطقة تنظيم العديد من الفعاليات الدينية والترانيم الروحية التي أضفت جوًا من السكينة والخشوع على الاحتفال.
إجراءات أمنية مكثفة وتسهيلات للزوار وتأمين كامل لمسار الاحتفالات
حرصت الأجهزة الأمنية بمحافظة المنيا، على تأمين مسار الاحتفالات وتوفير كافة التسهيلات اللازمة للزوار، وتم انتشار مكثف لقوات الشرطة في محيط جبل الطير وعلى الطرق المؤدية إليه لتنظيم حركة المرور وضمان سلامة وأمن المحتفلين، كما قامت الوحدات المحلية بتقديم الخدمات اللوجستية اللازمة لتوفير الراحة للزوار وتيسير حركتهم داخل المنطقة.
أهمية جبل الطير في مسار العائلة المقدسة وتاريخ عريق يحكي قصة اللجوء
يُعد جبل الطير من أهم المحطات في مسار العائلة المقدسة بأرض مصر، حيث تشير الروايات التاريخية إلى أن العائلة المقدسة مكثت في هذا المكان خلال رحلتها هربًا من بطش الملك هيرودس، وتضم المنطقة كنيسة السيدة العذراء الأثرية المنحوتة في الصخر، والتي تعتبر تحفة معمارية فريدة وشاهدًا على عراقة التاريخ المسيحي في مصر، ويحرص الأقباط على زيارة هذا المكان المقدس للتبرك واستلهام قيم الصبر والإيمان التي تجسدت في رحلة العائلة المقدسة.
المحافظة تولي اهتمامًا خاصًا بمسار العائلة المقدسة وتنمية سياحية للمنطقة
تولي محافظة المنيا اهتمامًا خاصًا بمسار العائلة المقدسة وتسعى جاهدة لتطوير المناطق الأثرية والدينية الواقعة على هذا المسار وتحويلها إلى مزارات سياحية عالمية، ويجري العمل حاليًا على تنفيذ العديد من المشروعات لتطوير البنية التحتية والخدمات السياحية في منطقة جبل الطير والمناطق المحيطة بها، بهدف استقبال المزيد من الزوار وتعزيز السياحة الدينية في المحافظة، وتأمل المحافظة في أن يصبح مسار العائلة المقدسة علامة بارزة على خريطة السياحة الدينية العالمية، وأن يساهم في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية.
