منشور للجيش الأمريكي عن زيارة ترامب يسلّط الضوء على الشراكة مع الرياض

أثار منشور للقيادة المركزية الأمريكية على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، تفاعلاً واسعاً بعد أن سلط الضوء على زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، حيث وصف الحدث بأنه “تتويج لشراكة استراتيجية دامت لأكثر من 80 عاماً” بين واشنطن والرياض.
صور ورسائل دبلوماسية
ونشرت القيادة المركزية صوراً جمعت وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ونظيره الأمريكي بيت هيجسيث خلال الزيارة التي أجراها ترامب إلى المملكة يوم 13 مايو، بالإضافة إلى مشاهد تُظهر تفاعل القوات العسكرية للبلدين، وطائرة حربية سعودية، في دلالة على التعاون الدفاعي الوثيق.
وجاء في تعليق القيادة: “زيارة الرئيس ترامب إلى السعودية تُمثل تتويجاً للشراكة الاستراتيجية الدبلوماسية والدفاعية بين البلدين، وهي علاقة تمتد منذ عام 1945، حين تم تأسيس مطار الظهران (قاعدة الملك عبد العزيز الجوية حالياً) كمرفق لوجستي خلال الحرب العالمية الثانية”.
تفاعل واسع وآراء متباينة
لاقى المنشور تفاعلاً واسعاً بين مستخدمي منصة “إكس”، حيث عبّر الكثيرون عن تقديرهم للعلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والسعودية، مؤكدين على “أثر هذه الشراكة في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”، بينما أشار آخرون إلى أهمية الجانب الاقتصادي في الزيارة.
ملفات اقتصادية وسياسية
زيارة ترامب، التي رافقه فيها عدد من الوزراء ورجال الأعمال والمسؤولين، شهدت توقيع اتفاقيات تجارية ضخمة مع الجانب السعودي. كما أعلن خلالها نيته “رفع العقوبات عن سوريا”، في خطوة مثيرة للجدل أعادت الجدل حول الموقف الأمريكي من الأزمة السورية.

رمزية التوقيت والرسائل الإقليمية
تأتي زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى السعودية في وقت حساس تمر به منطقة الشرق الأوسط، وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتبدّل الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة. ويرى مراقبون أن الزيارة تحمل رسائل متعددة، أبرزها تأكيد استمرار التزام واشنطن بتحالفها التقليدي مع الرياض، خاصة في ظل المتغيرات الدولية التي تؤثر على خارطة النفوذ في المنطقة، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني والتقارب الروسي-الصيني مع بعض الدول الخليجية.
عودة ترامب إلى الواجهة
تشير الزيارة إلى أن الرئيس ترامب يسعى للعودة إلى الساحة الدولية بقوة، في ظل استعداداته المحتملة لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتُعد زيارته إلى السعودية فرصة لإعادة التأكيد على سياسته الخارجية التي ركزت في السابق على التحالفات الاقتصادية والعسكرية، كما أنها تحظى بمتابعة إعلامية تعكس اهتمامه بتعزيز صورته القيادية في ملفات السياسة الخارجية، خصوصاً في منطقة الخليج العربي التي شكلت محوراً مهماً خلال فترته الرئاسية.
تحركات إعلامية منسقة
المتابعون أشاروا إلى أن المنشور الصادر عن القيادة المركزية الأمريكية يتماشى مع تغطية إعلامية مكثفة رافقت زيارة ترامب، ما يعكس تنسيقاً غير مباشر بين المؤسسات الرسمية والإعلام الأمريكي في الترويج لأهمية العلاقات السعودية–الأمريكية. وتُظهر الصور المنشورة إلى جانب اللغة الإيجابية المستخدمة، محاولة لتثبيت صورة الشراكة الاستراتيجية، وتوجيه رسالة تطمين للحلفاء في المنطقة بأن العلاقات الثنائية لا تزال متينة، مهما تبدّلت الإدارات في البيت الأبيض.