عاجل

موجة حر تضرب سواحل بريطانيا وأيرلندا .. تحدث ضرر بالثروة السمكية

موجة حر بحرية
موجة حر بحرية

في مشهد ينذر بمزيد من التحولات المناخية العنيفة، سجلت موجة حر بحرية بالمياه المحيطة بديفون وكورنوال والساحل الغربي لأيرلندا موجة حر بحرية توصف بأنها "غير مسبوقة"، حيث ارتفعت درجات حرارة البحر بمعدلات تصل إلى 4 درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي لفصل الربيع.

تحذيرات علمية ومخاوف بيئية

علماء الأحياء البحرية في المملكة المتحدة، أعربوا عن قلقهم الشديد من موجة حر بحرية لم تُسجّل من قبل في هذا التوقيت المبكر من العام، وتقول الدكتورة مانويلا تروبانو، من جامعة بليموث، أن ما يحدث الآن مختلف عن موجات الحر البحرية التي تم رصدها سابقًا في الصيف، قائلة: "الأمر مقلق لأنه يحدث مبكرًا جدًا".

أما الدكتور دان سميل، من جمعية الأحياء البحرية، فقد أكد أن درجات حرارة مياه البحر التي عادةً ما تكون في حدود 11 إلى 12 درجة مئوية في الربيع، قد ارتفعت إلى ما بين 15 و16 درجة، وهو فارق كبير يُنذر بتأثيرات بيئية واسعة النطاق، موجة حر بحرية .

أعماق الحياة البحرية

يقول الخبراء إن استمرار موجة حر بحرية بهذا الشكل،  قد يؤدي إلى تغيّرات في أنماط تكاثر الكائنات الدقيقة مثل العوالق، والتي تُعد الأساس في السلسلة الغذائية البحرية، وإذا تأثرت أعداد العوالق، فمن المتوقع أن تنخفض أعداد الأسماك لاحقًا خلال العام، وهو ما يهدد التوازن البيئي وصناعة الصيد على حد سواء.

كما يحذّر العلماء من احتمالية حدوث نفوق جماعي للأسماك إذا استمرت موجة حر بحرية بدرجات حرارة البحر في الارتفاع خلال أشهر الصيف المقبلة.

الوضع ليس مفاجئًا

تشير البيانات إلى أن موجات الحر البحرية أصبحت أكثر تكرارًا، ففي يونيو 2023، سجلت المملكة المتحدة أعلى درجات حرارة بحرية منذ بدء التوثيق، وكان ذلك أيضًا وُصف بأنه "غير مسبوق". اليوم، يُسجّل الأمر ذاته في مارس ومايو، في دلالة على أن الاحتباس الحراري يغير بالفعل مواسم وظروف المحيطات.

يُرجع خبراء الأرصاد هذه الظاهرة إلى مجموعة من العوامل الجوية المتزامنة، أبرزها أنظمة الضغط الجوي العالي التي جلبت طقسًا جافًا ومشمسًا وقللت من حركة الرياح، وهذه الظروف منعت تقلب درجات حرارة المياه، ما أدى إلى تراكم الحرارة في أعماق البحر.

وبحسب بيانات مكتب الأرصاد الجوية، بدأت درجات حرارة البحر في الارتفاع منذ منتصف فبراير – أي قبل الموعد المعتاد بشهر كامل – واستمرت بالتصاعد بشكل مطرد حتى مايو.

أكثر حرارة.. وأطول تأثيرًا

تُشير الدراسات إلى أن موجات الحر البحرية في تصاعد مستمر، حيث نشرت دراسة عام 2019 كشفت أن عدد أيام موجات الحر ارتفع بأكثر من 50% خلال العقود الثلاثة السابقة لعام 2016، مقارنةً بالفترة ما بين 1925 و1954، ووصف العلماء حينها ما حدث بأنه أشبه بحرائق غابات بحرية، تلتهم الحياة تحت الماء.

ويتوقع الدكتور جوناثان تينكر، من مكتب الأرصاد الجوية، أن ترتفع حرارة مياه المملكة المتحدة بما يصل إلى 2.5 درجة مئوية إضافية بحلول عام 2050، محذرًا من أن هذه الظواهر ستصبح أكثر تكرارًا وشدة.

تم نسخ الرابط