إسرائيل في مرمى الإدانة الدولية.. هل تواجه العزلة التامة دون دعم عالمي؟

تواجة إسرائيل سلسلة واسعة من الإدنات الدولية بسبب سلوكها الغير مقبول، بدءاً من حرب غزة، ووقف دخول المساعدات الإنسانية حتى استهداف الوفد الدبلوماسي العربي والأجنبي في الضفة الغربية، الأربعاء 21 مايو.
إسرائيل تواجه عزلة دولية غير مسبوقة بعد حرب غزة
لاقى إعلان الجيش الإسرائيلي شن عملية برية موسعة في قطاع غزة، تنديداً عربياً ودولياً. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، في الـ19 من مايو الجاري، بدء عمليات برية واسعة في شمال وجنوب قطاع غزة.
وبعد هذا الاعلان، سرعان ما استشاظ غضب قادة أوروبا موكدين على موقفهم الثابت لوقف الحرب ودخول مساعدات انسانية للقطاع المتهالك الذي ينهش الجوع جسد صغاره وكباره.

بريطانيا
وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الوضع في غزة بأنه «لا يُطاق»، مؤكداً أن الحكومة تعمل مع حلفائها لتنسيق الاستجابة للصراع.
وقال ستارمر للصحافيين: «إنه وضع خطير للغاية، وغير مقبول، ولا يُطاق، ولهذا السبب نعمل بشكل مكثف للتنسيق مع القادة الآخرين بشأن كيفية التعامل معه».
الاتحاد الأوروبي
من جانبه، طالب رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية، ودعا «حماس» إلى الإفراج فورا عن جميع الرهائن المتبقين، مؤكدا على أن حل الدولتين فقط يمكن أن يجلب السلام الدائم للمنطقة.
وكررت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تصريحات كوستا، وأكدت مجددا على موقف الاتحاد قائلة: نحن مقتنعون بأن الحل الوحيد هو حل الدولتين. وأكدت أيضا أن المساعدات الإنسانية للمدنيين يجب ألا يتم تسييسها أبدا.
وقالت فون دير لاين إن الوضع الإنساني في غزة «غير مقبول»، ودعت إلى وصول المساعدات إلى المدنيين في الأراضي الفلسطينية على الفور. وقالت للصحافيين خلال زيارتها إلى لندن: لم تدخل أي إمدادات إنسانية إلى غزة منذ شهرين. يجب أن تصل المساعدات إلى المدنيين المحتاجين على الفور، ويجب رفع الحصار عن غزة الآن.
السويد
وأدانت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينرغارد، عزم إسرائيل «السيطرة» على كامل قطاع غزة، منددة بـ«ضم مخالف للقانون الدولي».
أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رغبته في السيطرة على كامل مساحة غزة، وذلك في مقطع فيديو نُشر الاثنين على قناته على «تلغرام». وأضاف: «لن نستسلم. غير أن النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له.
وردت وزيرة الخارجية السويدية التي تعترف بلادها بالدولة الفلسطينية منذ 2014، بشدة. وقالت في بيان: إذا كان هذا يعني الضم، فهو مخالف للقانون الدولي. إن السويد تعتقد بحزم أنه لا يجب تغيير أو تقليص مساحة غزة.
هولندا
وانتقد وزير خارجية هولندا، كاسبر فيلدكامب، قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السماح بدخول مساعدات محدودة إلى قطاع غزة ووصفه بأنه «غير كاف».
وقال فيلدكامب إن غزة في حاجة ماسة إلى كميات «هائلة» من المساعدات لتخفيف وطأة الوضع الكارثي في القطاع وإنهاء نقص الغذاء والمعاناة الإنسانية. وشدد الوزير الهولندي على أن المطلوب حاليا وقف فوري لإطلاق النار في القطاع.

إدانات دولية لإسرائيل بعد إطلاق "عربات جدعون"
توالت الانتقادات على إسرائيل بعد إعلانها إطلاق عملية "عربات جدعون" ضمن حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة، وكشفها عن خطط لاحتلال القطاع بالكامل، فضلا عن قرارها السماح باستئناف نقل المساعدات إلى السكان "بالحد الأدنى".
وصرح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن الوضع في غزة "غير مقبول ولا يطاق"، مؤكدا أن بلاده تعمل مع شركائها للوقوف على ما يمكن عمله إزاء هذا الوضع.
كما ندد رئيس فنلندا ألكسندر ستوب بالتهجير القسري للسكان معتبره جريمة حرب، و"لا يمكن أن يكون جزءا من أي حل".
ودعا ستوب إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها بموجب القانون الدولي وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما استنكرت السويد خطط السيطرة على القطاع بأكمله، وقالت وزيرة خارجيتها ماريا مالمر ستينرجارد "إذا كان هذا يعني الضم، فهو مخالف للقانون الدولي. السويد تعتقد بحزم أنه لا يجب تغيير أو تقليص مساحة غزة".
إدانة أممية
وقال مكتب مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن تصعيد إسرائيل هجماتها في غزة يجبر السكان على النزوح أثناء تعرضهم للقصف.
وأكد المكتب أن هذا السعي "الواضح" لإحداث تغيير ديمغرافي دائم في القطاع يرقى إلى مستوى التطهير العرقي.
في غضون ذلك، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس من تزايد خطر المجاعة بقطاع غزة، قائلا إن مليوني شخص يتضورون جوعا، بينما 116 ألف طن من الغذاء محتجزة على الحدود.
وأضاف جيبريسوس، في كلمة خلال افتتاح الدورة الـ78 لجمعية الصحة العالمية وهي أعلى هيئة لصنع القرار داخل المنظمة، "يتسبب تصاعد القتال وأوامر الإخلاء ومنع المساعدات من دخول القطاع في سقوط العديد من الضحايا وسط نظام صحي منهار أصلا".

إدانات دولية واسعة بعد استهداف وفد دبلوماسي
استنكرت العديد من الدول إطلاق القوات الإسرائيلية، الرصاص على وفد دبلوماسي مكون من عدة جنسيات بمدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة. وعلل الجيش الإسرائيلي "الطلقات التحذيرية" بانحراف البعثة عن المسار المعتمد ودخولها لمنطقة غير مصرح لها بالتواجد فيها، وأكد الجيش عدم وقوع إصابات أو أضرار.
سارعت عدة دول إلى التعبير عن استنكارها عقب إطلاق القوات الإسرائيلية النار على وفد دبلوماسي أثناء زيارته لمدينة جنين.
باريس تستدعى السفير الإسرائيلي
من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن باريس ستستدعي السفير الإسرائيلي عقب إطلاق نار "غير مقبول".
واعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أن تهديد حياة الدبلوماسيين أمر "غير مقبول". وحثث كالاس الدولة العبرية على محاسبة المسؤولين عن الحادث.
فيما طالب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني الحكومة الإسرائيلية بتوضيحات فورية لما حصل. معتبرا التهديدات في حق الدبلوماسيين غير مقبولة.
ونددت الخارجية الإسبانية في بيان لها بالحادث وأكدت "الوزارة تحقق في كل ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنية بالمسألة لتقديم رد مشترك على ما حصل، وهو أمر نندد به بشدة".
واستنكرت وزارة الخارجية الألمانية ما وصفته بإطلاق الجيش الإسرائيلي النار "دون مبرر" وقالت الوزارة في بيان إن الوفد ضم دبلوماسيا ألمانيا وسائقا من مكتب التمثيل في رام الله.
كما استنكرت وزارة الخارجية التركية "بأشد العبارات" إطلاق النار على دبلوماسيين، من بينهم أتراك، مضيفة أن أنقرة تدعو إلى تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين. وقالت الوزارة في بيان "هذا الهجوم، الذي عرض حياة الدبلوماسيين للخطر، دليل آخر على تجاهل إسرائيل الممنهج للقانون الدولي وحقوق الإنسان"، مضيفة أن دبلوماسيا من قنصليتها في القدس كان من بين المجموعة.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا أدانت فيه الواقعة مشيرة إلى أن السفير المصري في رام الله كان ضمن الوفد الدبلوماسي الزائر. ووصفت الواقعة بأنها "منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية"، وطالبت الجانب الإسرائيلي "بتقديم التوضيحات اللازمة"