يارب اكرمنا.. دعاء البركة في المال والرزق من القرآن والسنة
يمثل دعاء البركة في المال والرزق دعاء للحياة بأكملها فعندما يدعو المسلم ليفتح بذلك أبوابًا من الخير والراحة النفسية، بالإضافة إلى الرزق المادي، حيث أن البركة هي المفتاح الحقيقي للسعادة، وهي هبة من الله يجب السعي للحصول عليها بالدعاء والعمل الصالح.
كما أن الدعاء هو وسيلة من الوسائل التي يلجأ إليها الإنسان للتقرب من الله عز وجل، وطلب المدد والعون في شؤون الحياة المختلفة، ومن بين الأدعية الأكثر شيوعًا في حياة الناس دعاء البركة في المال والرزق، فهو لا يعتبر نداءً للرزق المادي، وإنما طلبًا للتوفيق والسعادة والبركة التي تمنح المال قيمته وتجعل الحياة أكثر استقرارًا وسعادة.
فضل دعاء البركة في المال والرزق
يشير القرآن الكريم إلى أهمية دعاء البركة في المال والرزق بالإشارة إلى أهمية البركة في قوله تعالى: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" (الأعراف: 96).
وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا" (رواه الترمذي).
فالدعاء هو تعبير عن اعتماد الإنسان على الله وإيمانه بقدرته على تغيير الأحوال وتحقيق الأماني، المسلم حين يدعو الله لزيادة الرزق والبركة في المال، فإنه يؤكد على ثقته بأن الله هو الرزاق الكريم.
دعاء البركة في المال والرزق عن النبي
وتوجد العديد من الأدعية المأثورة لطلب الرزق والبركة في السنة النبوية الشريفة يمكن للمسلم الدعاء بها لزيادة البركة والرزق، ومنها:
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لطلب الرزق: "اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك."
دعاء البركة: "اللهم بارك لي في رزقي ومالي وأهلي ووقتي."
دعاء قضاء الدين وتيسير الأمور: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال."
دعاء الرزق الوفير: "اللهم ارزقني رزقًا حلالًا طيبًا مباركًا فيه."
تحقيق البركة في المال والرزق
الإكثار من الدعاء بجعل الدعاء عادة يومية، وخاصة في الأوقات المستجابة مثل الثلث الأخير من الليل.
الصدقة تزيد المال بركة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما نقص مال عبد من صدقة."
وصلة الرحم كذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه" (رواه البخاري).
والاستغفار يفتح أبواب الرزق كما جاء في قوله تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا * يرسل السماء عليكم مدرارًا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا" (نوح: 10-12).
ولا يكفي الدعاء وحده لتحقيق البركة والرزق، بل هناك أمور تساعد على استجابة الدعاء، فالإسلام يشجع على العمل والاجتهاد، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده" (رواه البخاري).
ومن شروط استجابة الدعاء الابتعاد عن المحرمات، سواء في الكسب أو الأفعال، إلى جانب التوكل على الله التوكل الحقيقي الذي لا يعني الكسل، بل السعي والاجتهاد مع الاعتماد الكامل على الله.
