صدمة الخصوبة: أكثر من نصف النساء بين 30 و35 عامًا يعانين من أعراض انقطاع الطمث المبكرة

كشفت دراسة حديثة عن صدمة في صحة النساء، حيث أظهرت أن أكثر من نصف النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30 و35 عامًا يعانين من أعراض انقطاع الطمث بدرجات معتدلة أو شديدة. وهذه الأعراض، التي عادة ما تبدأ في أواخر الأربعينيات من العمر، تظهر مبكرًا لدى العديد من الشابات، مما يثير القلق بين الخبراء الذين حذروا من أن الآلاف منهن قد “يحتمل أن يعانين في صمت” دون تلقي العلاج المناسب.
تعد هذه النتائج مثيرة للدهشة، إذ يتوقع معظم الأطباء أن أعراض انقطاع الطمث أو فترة ما حول انقطاع الطمث تبدأ عادة عند النساء في سن 47 عامًا. ومع ذلك، تظهر الأبحاث أن الخصوبة تبدأ في التضاؤل في وقت مبكر بكثير، حتى أثناء المرحلة التي تسبق انقطاع الطمث، مما قد يجعل النساء اللواتي في أوائل الثلاثينيات يعانين من صعوبة في الحمل.
أجرى فريق من الخبراء من النظام الصحي بجامعة فرجينيا دراسة على ما يقرب من 4500 امرأة، طلب منهم تسجيل تجربتهم مع أعراض انقطاع الطمث باستخدام مقياس من صفر إلى أربعة، حيث يشير الصفر إلى عدم وجود الأعراض بينما يشير الرقم 4 إلى الأعراض الشديدة، النتائج أظهرت أن 55.4% من النساء بين 30 و35 عامًا يعانين من أعراض انقطاع الطمث بدرجة معتدلة أو شديدة، وهي نسبة كبيرة تفاجئ العديد من الأطباء.
الأعراض التي ظهرت بشكل شائع بين النساء الأصغر سنًا شملت المشكلات النفسية مثل القلق والاكتئاب والتهيج، وهي مشكلات غالبًا ما يُغفل عنها أو يُعتقد بأنها ناتجة عن أسباب أخرى غير انقطاع الطمث، بينما ارتفعت الأعراض الجسدية مثل الهبات الساخنة وجفاف المهبل لدى النساء الأكبر سنًا.
الدراسة، التي نشرت في “مجلة صحة المرأة”، أظهرت أن غالبية النساء لم يطلبن المساعدة الطبية بشأن أعراضهن، مما يزيد من القلق حول نقص الوعي والعلاج المبكر، وقالت الدكتورة جينيفر باين، المؤلفة المشاركة في الدراسة، إن هذه النتائج تبرز الحاجة إلى مزيد من الاهتمام والبحث في أعراض انقطاع الطمث في وقت مبكر، وأن النساء بحاجة إلى الوعي بأن الأعراض قد تظهر في سن أصغر مما يتوقعه الكثيرون.
وأضافت ليودميلا زاونوفا، مديرة العلوم في تطبيق “فلو” الذي ساعد في جمع البيانات، أن هذه الدراسة تبرز ضرورة زيادة الدعم الطبي للنساء الشابات اللاتي يواجهن أعراضًا شديدة قد تؤثر بشكل كبير على نوعية حياتهن.
يُذكر أن انقطاع الطمث يُعرف رسميًا بعد مرور عام كامل دون دورة شهرية، ويؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، ما يسبب تغييرات جسدية وعاطفية في حياة المرأة، بينما يعد انقطاع الطمث جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة، فإن التوعية والعلاج المناسب قد يساعدان العديد من النساء في التعامل مع هذه التغيرات بشكل أفضل.
يعتبر الخبراء أن هذه النتائج تستدعي تغييرًا في كيفية التعامل مع أعراض انقطاع الطمث المبكر، وتشجيع النساء على التحدث مع أطبائهن إذا كانت الأعراض تؤثر على حياتهن اليومية.
المصدر: dailymail