أزمة مبكرة في نقابة الصحفيين تؤجل تشكيل هيئة المكتب

في أول اختبار حقيقي بعد انتخابات التجديد النصفي، دخل مجلس نقابة الصحفيين في أزمة داخلية مبكرة أدت إلى تأجيل تشكيل هيئة المكتب واللجان، وذلك بعد انسحاب خمسة من أعضاء المجلس احتجاجًا على ما وصفوه بـ"غياب التوافق" و"محاولات الاستحواذ".
ورغم محاولة النقابة تقديم الأمر بعبارات دبلوماسية في بيان رسمي، فإن انسحاب كل من محمد شبانة، وأيمن عبد المجيد، ومحمد يحيى يوسف، وعبد الرؤوف خليفة، ومحمد السيد الشاذلي من أول اجتماع رسمي للمجلس برئاسة النقيب خالد البلشي، كشف عن وجود توترات حقيقية واختلافات عميقة في الرؤى داخل المجلس الجديد.
بيان رسمي
وفي بيان صدر مساء الأحد، أعلن مجلس نقابة الصحفيين تأجيل جلسة تشكيل هيئة المكتب واللجان إلى يوم الإثنين 26 مايو 2025، مؤكدًا أن القرار جاء "نزولًا على رغبة خمسة من أعضاء المجلس، لإتاحة مزيد من الوقت للتشاور بين الزملاء"، مشددًا على أن المجلس "سيظل في حالة انعقاد دائم" حتى يتم التوافق النهائي حول التشكيل، بما يخدم مصالح الجماعة الصحفية، على حد وصف البيان.
مشروع العلاج
وفي موازاة إعلان التأجيل، كشف المجلس عن فتح باب الاشتراك في مشروع العلاج السنوي، بدءًا من يوم الإثنين 26 مايو وحتى الأربعاء 4 يونيو، دون توقيع غرامات على المتأخرين، في خطوة تهدف إلى مراعاة الأوضاع الخاصة التي مر بها الصحفيون خلال فترة الانتخابات، وتخفيفًا عن الزملاء.
خلفيات الأزمة
ورغم أن بيان النقابة تحاشى الإشارة المباشرة إلى الأزمة، فإن مصادر مطلعة أكدت أن الانسحابات جاءت احتجاجًا على طريقة إدارة الجلسة الأولى، وتوزيع اللجان والمواقع دون تشاور كافٍ. وقالت المصادر إن بعض الأعضاء شعروا بوجود "محاولة للسيطرة على المناصب داخل هيئة المكتب"، من قبل مجموعة بعينها، ما اعتبروه مخالفًا لأبسط قواعد الشراكة النقابية.
تعليق الشاذلي
وفي أول تعليق علني، كتب محمد السيد الشاذلي أحد المنسحبين، عبر صفحته على "فيسبوك"، أن الاجتماع شهد إبلاغًا صريحًا بأن "لجانًا بعينها تم حسمها مسبقًا"، دون حوار أو تنافس أو مراعاة لمبدأ التوافق قائلا:« دعوت شخصيًا إلى الحوار والتوافق قبل كل شيء، لكن الموقف كان معاكسًا تمامًا فاضطررت إلى الانسحاب"
ونفى الشاذلي أن يكون هناك اصطفاف سياسي أو تنظيمي بين المنسحبين، مشددًا على أنهم يمثلون الجمعية العمومية فقط، ولا ينتمون إلى جبهة موحدة.، قائلا “ يسهل تحصيل المواقع بفارق صوت أو بترجيح النقيب، لكن لا يمكن أن يكون العمل مثمرًا خارج الشراكة الحقيقية والتوافق الخلّاق".