أبو الغيط: تهجير الفلسطينيين مرفوض تمامًا.. والعالم العربي مطالب بإعادة إعمار غزة

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن النظام الدولي لن يشهد تغييرات جذرية إلا في حال اندلاع حرب عالمية ثالثة، مشيرًا إلى أن التحولات الجيوسياسية الراهنة لا تزال غير واضحة بالكامل، لكنها لن تؤدي إلى انهيار النظام العالمي.
روسيا تتبنى سياسة العين الحمراء
وأضاف، خلال لقاء خاص مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج "المشهد " على قناة TeN، أن الولايات المتحدة تعمل على تحجيم النفوذ الروسي على الساحة الدولية، لمنع تكرار سيناريو الغزو الروسي لأوكرانيا في مناطق أخرى.
وأشار إلى أن روسيا تبنت سياسة "العين الحمراء" في تعاملها مع أوكرانيا، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين الشرق والغرب، وأعاد المواجهات السياسية والعسكرية إلى الواجهة بين القوى الكبرى.

التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية تتصاعد
وأوضح أبو الغيط، أن العالم يشهد تحولات كبرى في المشهد السياسي والإقتصادي، حيث تمكنت الإدارة الأمريكية الحالية من هزيمة خصومها السياسيين وضمهم إلى كتلتها، مما يزيد من تعقيد المشهد الدولي.
كما طرح تساؤلًا حول مستقبل الاتحاد الأوروبي، متسائلًا:" هل سيتفكك الاتحاد أم سيتحد لمواجهة روسيا؟".
وأشار إلى أن الحرب في أوكرانيا تلقي بظلالها على أوروبا، مما يفرض تحديات سياسية واقتصادية جديدة على القارة.
الصين تهدد التفوق الاقتصادي الأمريكي
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الصين هي المنافس الحقيقي للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الإنتاج الاقتصادي الصيني يقترب من 18 إلى 20 تريليون دولار، مقارنة بـ 24 تريليون دولار للإقتصاد الأمريكي، وهو فارق يشكل مصدر قلق كبير لواشنطن.

وأضاف أن الولايات المتحدة تحاول الحد من النفوذ الاقتصادي الصيني من خلال سياسات تجارية واستراتيجية طويلة الأمد، إلا أن الصين لا تزال تحقق تقدمًا اقتصاديًا غير مسبوق.
هيمنة الدولار مستمرة رغم محاولات تقليل الاعتماد عليه
وحول مستقبل العملة الأمريكية، أوضح أبو الغيط، أن هيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي ستظل قائمة، رغم محاولات بعض القوى الاقتصادية تقليل الاعتماد عليه في المعاملات التجارية.
وأشار إلى أن الصادرات الروسية من النفط تؤثر على التوازنات الاقتصادية العالمية، مما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي ويشكل تحديات جديدة أمام الاقتصادات الكبرى.
انقسامات داخل التحالف الأمريكي-الأوروبي وتأثيرها على الشرق الأوسط
وناقش أبو الغيط الشرخ المتزايد داخل التحالف الأمريكي-الأوروبي-الأطلسي، متسائلًا عن مدى تأثير هذا الانقسام على الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة نفسها.

وأكد أن التنبؤ بمستقبل العلاقات بين واشنطن وأوروبا لا يزال صعبًا، بسبب اختلاف المصالح والرؤى السياسية داخل التحالف الغربي.
الظاهرة "الترامبية"..
وفيما يتعلق بالتحولات السياسية داخل الولايات المتحدة، أشار أبو الغيط إلى أن العالم يشهد حاليًا ظاهرة "الترامبية" اليمينية، لكنه تساءل:" هل ستستمر هذه الموجة لمدة 40 عامًا، أم أنها مجرد مرحلة سياسية عابرة؟".
وأكد أن التغيرات السياسية في الولايات المتحدة سيكون لها تأثير مباشر على السياسة العالمية، خصوصًا فيما يتعلق بالعلاقات مع القوى الكبرى مثل الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي.

النظام العالمي مستمر رغم التحديات
واختتم الأمين العام لجامعة الدول العربية، حديثه بالتأكيد على أن النظام العالمي لن يسقط بسبب شخص مثل ترامب أو أي متغيرات سياسية أخرى، كما أن الأمم المتحدة ستظل قائمة، رغم محاولات بعض القوى إعادة تشكيل التوازنات العالمية.
وشدد على أن النظام الدولي سيظل متماسكًا، لكنه سيشهد تحولات مستمرة، تفرض على الدول التكيف مع الواقع الجيوسياسي المتغير.
وأكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن العالم العربي شهد تحولات عميقة بعد عامي 2010 و2011، حيث انقسمت المنطقة إلى دول مستقرة وقوية اقتصاديا مثل دول الخليج، وأخرى تعاني من أزمات واضطرابات مستمرة.

وأشار أبو الغيط، خلال لقائه في برنامج "المشهد" مع الإعلامي نشأت الديهي على قناة TeN، إلى الأزمات المستمرة في سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان، إلى جانب التدخلات الإيرانية في شؤون دول عربية مثل لبنان والعراق، أثر سلبًا على استقرار المنطقة.
مصر لا تزال تتحمل تكلفة أحداث 2011
وأوضح أبو الغيط، أن مصر لا تزال تدفع ثمن الاضطرابات التي شهدتها عام 2011، مشيرًا إلى أن الدولة تكبدت خسائر تقدر بـ 400 مليار دولار، وفقًا لتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف أن أولوية مصر حاليًا هي استعادة حيوية المجتمع المصري وبناء الشخصية الوطنية القادرة على مواجهة التحديات، مؤكدًا أن الثقافة المصرية لا تزال نابضة بالحياة، لكنها تواجه قيودًا في الإمكانيات، مما يتطلب استراتيجيات جديدة لدعم هذا القطاع الحيوي.

التوازن في السياسة الخارجية ضرورة لمواجهة التحديات الدولية
وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، من خطورة الانحياز لطرف ضد آخر في الصراعات والتنافسات العالمية، وأن 90% من هذه النزاعات تنتهي بمواجهة مسلحة.
وتساءل:" هل من مصلحتنا أن نكون طرفًا في مواجهة عسكرية؟ .. بالطبع لا".
وأكد أن السنوات المقبلة ستشهد تحديات كبرى لمصر والعالم العربي، مما يتطلب إدارة الأزمات بحكمة وتحقيق التوازن في السياسة الخارجية، مع التركيز على معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية داخليًا.
التضخم السكاني يمثل تهديدًا خطيرًا للتنمية في مصر
وحذر أبو الغيط، من أن المجتمع المصري يعاني من "فيروس التضخم السكاني"، معتبرًا أنه أحد أخطر الأزمات التي تؤثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح أن النمو السكاني السريع يشكل ضغطًا هائلًا على موارد الدولة، والبنية التحتية، والخدمات الأساسية، مما يستلزم وضع رؤية واضحة واستراتيجية محكمة لمعالجة هذه القضية.
الثورات غير العاقلة أضعفت الدول العربية وأفادت إسرائيل
وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى التأثير السلبي للاضطرابات السياسية التي شهدها العالم العربي في 2011، موضحًا أن إسرائيل استغلت هذه الفوضى السياسية والأمنية، مما منحها فرصة ذهبية لتوسيع نفوذها دون أي ضغوط إقليمية حقيقية.
وأضاف أن الضعف الذي أصاب الدول العربية بعد 2011، جعل إسرائيل تعيش "شهر عسل استراتيجي"، حيث انشغلت الدول العربية بأزماتها الداخلية، مما سمح لها بالاستفراد بالفلسطينيين وتحقيق أهدافها دون مقاومة تُذكر.
مستقبل العالم العربي
واختتم أبو الغيط حديثه، بالتأكيد على أن العالم العربي يواجه تحديات متزايدة، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو الأمني، مما يتطلب التعامل بحكمة وإدارة الأزمات بواقعية.
وشدد على أن مصر والدول العربية بحاجة إلى رؤية واضحة للتعامل مع المتغيرات الدولية، والتركيز على تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار الداخلي لمواجهة التحديات المستقبلية.